الأرض ملؤوا البقاع نعيقا، وأفعموا اليفاع نهيقا، لا تجد لديهم عند البحث إلا الصخب والسباب والنفور عن سماع الحق والتعصب الصرف لمقلديهم!!
وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون. وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين, أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا، أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله. بل أولئك هم الظالمون.
(وهؤلاء) لا كلام لنا معهم ولا التفات إلى هذرهم وهذيانهم، ولا اعتبار بخلافهم، ولا نظر إلى تمحلهم وانتحالهم، ولا طمع في هدايتهم، في آذانهم وقر عن سماع الحق، وعلى أبصارهم غشاوة، عن نور الهدى، أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا, أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون، إن هم إلا كالأنعام بل أضل سبيلا!!
وليس جوابهم إلا إهانتهم بالإعراض عنهم والسكوت عند كلامهم، فإنما هم فئة الشقاق والعناد، وعبيد العصبية والهوى، إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى. يحسبون أنهم على شئ ألا إنهم هم الكاذبون. وهؤلاء هم الذين قال فيهم الإمام أحمد رحمه الله، لما سئل عن معاوية: إن قوما أبغضوا عليا فتطلبوا له عيبا فلم يجدوا فعمدوا إلى رجل قد ناصبه العداوة، فأطروه كيدا لعلي!! ومن حيث أنه لا غرض لنا في الكلام مع هذه الفرقة، فلنجعل الكلام هنا في مقامين:
(المقام الأول) في إيراد نبذة من أدلة الفرقة الأولى على جواز لعنه ووجوب بغضه، وذكر ما يناسب ذلك من فعل أكابر الصحابة وأفاضل أهل البيت الطاهر وأجلة التابعين.