والدعاء به على المسلم ممنوع، إلا من اتصف بصفة استحق بها ذلك، وسنورد فيما بعد كثيرا منها جاء به الكتاب والسنة.
فينبغي لنا الآن أن نعرف أن لعن معاوية هل هو من الإثم الذي يحصل بارتكابه الخطر على اللاعن كما ذكر في السؤال أم لا؟ وأن الترضي عن معاوية وتسويده المستعملين شعارا للتعظيم، كما يترضى عن الشيخين وغيرهما من الأكابر عند ذكره، موجب للإثم المحصل للخطر، أم لا؟
وليس لنا أن نحكم في شئ منهما إلا بدليل، لأن الحكم بغير دليل تحكم في دين الله والعياذ بالله تعالى. قال الله تعالى: ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب. ولا دليل إلا فيما جاء عن الله على لسان رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، من كتاب أو سنة أو إجماع صحيح، مستند إلى الكتاب أو السنة، أو قياس صحيح مستنبط من أحدهما. وكل دليل لا يرجع إلى ما تقدم فمردود لا يعتد به مضروب به في وجه صاحبه كائنا من كان.
وإذا استقرينا أدلة جواز لعن معاوية الآتية من الكتاب والسنة مع ما يتعلق بها ويفسرها من فعل أكابر الصحابة وأهل البيت الطاهر، وجدناها أقوى بكثير من أدلة جواز تعظيمه بالترضي عنه وتسويده، كما تسود الأكابر ويترضى عنهم! بل لا أدلة على جواز تعظيمه والترضي عنه في الحقيقة، وإنما هي تمحلات وتأويلات ستعرفها مما يأتي، ومنها يعلم أن الإشراف على الهلاك بلعن معاوية أقل منه بالترضي عنه وتسويده بل لاخطر في لعنه أصلا. وإليك التفصيل: المسلمون في معاوية ثلاث فرق، فنقول:
المسلمون في كبير الفئة الباغية ورئيس النواصب معاوية، ثلاث فرق: