الانتصار - العاملي - ج ٥ - الصفحة ٢٠٧
ثالثا، من الذي حرف اللغة العربية فميز بين كلمات التوسل والاستغاثة والاستشفاع، وحمل الأخيرة معنى التأليه والتشريك مع الله تعالى؟!
هل تذكر لي مصدرا لغويا واحدا، ذكر ذلك؟!!
لن تجد النداء يدل على تأليه المنادى المتوسل به والمستغاث به والمستشفع به، إلا في ذهن حضرتك..
فهي نداءات لشخص من أجل مساعدة، ولا علاقة لها بتأليهه ولا بتشريكه مع الله تعالى. فأنت عندما تنقطع سيارتك في الصحراء وتصرخ لصاحبك وتتوسل به وتستغيث به وتستشفع به.. هل تؤلههه؟!!
كلا، ثم كلا.. ولكن شيخك زرق في ذهنك أن الاستغاثة شرك، لأنها طلب من مخلوق!!
ونحن غير مسؤولين عن تزريق شيخك، لأنه ليس من العربية!! إنا نطلب المساعدة والمدد من النبي وآله صلى الله عليهم، ليس من عند أنفسهم، فهم مثلنا لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا، لكنهم عباد مكرمون عند ربهم، وقد أمرنا سبحانه أن نتخذهم وسيلة إليه..
هو أمر، وليس نحن! وفرق كبير بين الواسطة التي أمر بها الله تعالى فهي واسطة من عنده.. والتي لم يأمر بها فهي واسطة من دونه!! ولكن بعض الأذهان الغليظة لا تفرق بين الأولياء بإذنه والأولياء من دونه، والشفعاء والوسطاء بإذنه، والوسطاء من دونه.. مع أن النوع الأول إيمان، والثاني شرك وكفر..
ورابعا، دعواك أن الاستغاثة (هي شرك بإجماع أهل السنة، من صوفية معتدلة ومن سلفية) دعوى إجماع هوائي بلا دليل، فاذكر من قال
(٢٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 ... » »»
الفهرست