الانتصار - العاملي - ج ٥ - الصفحة ٣٩
مسألة التوسل دقيقة وحساسة فهي مسألة ذات حدين، لا بد فيها التوازن والحذر من الافراط والتفريط!
فلا هؤلاء الوسائط يملكون شيئا مع الله تعالى..
لأنهم مخلوقون فقراء إليه تعالى. كما أنه لا غنى للناس عن وساطتهم إلى الله.. لأنهم عباد مكرمون عنده تعالى.
والتعادل المطلوب فيها تعادل فكري وعملي.. لأن أقل حركة غير منطقية ذهنية أو عملية فيها توجب الضلال!!
فالذين ينقصون من دور أنبياء الله وأوصيائه ومقامهم عند الله تعالى، بحجة توحيده وإبعاد الشركاء عن ساحته المقدسة، يقعون في الضلال والبعد عن الطريق الذي عينه الله لتوحيده والذي هو محصور بطاعتهم، واحترامهم، والارتباط بهم، والتوسل إلى الله بهم!
والذين يزيدون على دورهم المحدد من الله تعالى، ويجعلون لهم معه شراكة في ملكه أو حكمه أو عبادته، ولو ذرة واحدة، بحجة أنه جعلهم وسيلة إليه..
يقعون في الضلال والبعد عن الطريق الذي عينه الله تعالى وهو توحيده المطلق!
وبسبب هذه دقة العقيدة الإسلامية في الأنبياء والأوصياء نجد أن الآيات والأحاديث الشريفة تؤكد على الجانبين معا!
على أن طاعته تعالى إنما تكون بطاعتهم وابتغاء الوسيلة إليه عن طريقهم من ناحية. ومن ناحية أخرى تؤكد على بشريتهم، وأن الذين جعلوهم آلهة أو شركاء لله قد ضلوا وكفروا.
(٣٩)
مفاتيح البحث: الحج (1)، الضلال (3)، الغنى (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»
الفهرست