ولم يبعث النبيين مبشرين ومنذرين عبثا، ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار ي. قال: فنهض الشيخ وهو يقول:
أنت الإمام الذي نرجو بطاعته * يوم النجاة من الرحمن غفرانا أوضحت من أمرنا ما كان ملتبسا * جزاك ربك بالإحسان إحسانا (1) والشطر الأول من النص هنا ظاهر في عموم القضاء والقدر، وشموله لكل فعاليات الانسان وحركته وهو قوله (عليه السلام): ى أجل يا شيخ ما علوتم تلعة ولا هبطتم بطن واد إلا بقضاء من الله وقدر ي.
2 - القضاء والقدر هو النظام الإلهي في الكون وحياة الانسان:
هذا النظام بكل تفاصيله من خلق الله تعالى وإبداعه. وهو تجسيد لإرادة الله ومشيئته. وما نجد في الكون كله وفي حياة الانسان من فعل وانفعال وحركة وولادة وهلاك ونمو وضعف إنما يجري بموجب إرادة الله تعالى ومشيئته في دائرة القضاء والقدر. ونظام السببية الساري في الكون.
ومن العجب أن بعض الناس يبحثون دائما عن الله تعالى وفعله في اختراق هذا النظام الكوني فقط وليس في أصل النظام وكأن هذا النظام يجري من جانب آخر غير جانب الله تعالى، وفعل الله تعالى في هذا النظام هو اختراقه وإيقافه وتبديله. يقول صدر المتألهين (رحمه الله) في مناقشة فخر الدين الرازي: (وأعجب الأمور أن هؤلاء القوم متى حاولوا إثبات أصل من أصول الدين، كإثبات قدرة الصانع، أو إثبات النبوة والمعاد، اضطروا إلى إبطال خاصية الطبائع ونفي الرابطة العقلية بين الأشياء والترتيب الذاتي