يؤمن بالتقدير والحتمية والجبر بهذه الصورة.
ولهذا السبب تلقى النظرية الحتمية في التاريخ تأييدا ودعما من الأنظمة المعروفة بالاستبداد السياسي غالبا. ويشجع الحكام هذا التوجه الفكري في مسألة القضاء والقدر ليأمنوا من غضب الناس وثورتهم واعتراضهم.
فلا مجال للغضب والسخط والاعتراض لأحد، إذا كان ما يجري من الظلم وسفك الدماء يجري بقضاء الله وقدره، ولم يكن لأحد من الناس قدرة في تغييره وتعديله.
بنو أمية والحتمية السلوكية والتاريخية:
والمعروف أن بني أمية كانوا يتبنون الاتجاه الجبري في تفسير التاريخ والسلوك ويوجهون ما يمارسونه من ظلم وتعسف واضطهاد وسلب لبيت المال وحقوقه بأن ذلك من قضاء الله تعالى الذي لا راد لقضائه ولا يحق لأحد أن يعترض عليه، ولا يملك أحد أن يصد عنه.
وكان الحسن البصري يميل إلى مخالفة بني أمية في مسألة (القدر) ويرى أن الناس أحرار في تقرير مصيرهم، وليس عليهم قضاء حتم من الله تعالى، وكان يجاهر برأيه هذا أحيانا، فخوفه بعضهم بالسلطان.
روى ابن سعد في الطبقات عن أيوب قال: نازلت الحسن في القدر غير مرة، حتى خوفته من السلطان، فقال: لا أعود (1).