الأمر بين الأمرين - مركز الرسالة - الصفحة ٧
وذهب اتجاه ثالث إلى أن في آيات القرآن الكريم ما يضاد القول بالجبر صراحة، كقوله تعالى: * (كل امرئ بما كسب رهين) * وقوله تعالى:
* (إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا) * وقوله تعالى: * (إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا) *.
وفي آيات أخرى ما يبطل الاختيار، كقوله تعالى: * (فهزموهم بإذن الله) * وقوله تعالى: * (وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله) *.
ولهذا، فقد اعتقد أصحاب هذا الاتجاه بقول ثالث وسط بين الجبر والاختيار، وهو ما يعرف - أخذا من كلمات أئمة أهل البيت (عليهم السلام) الذين هم الأصل فيه - ب‍ (الأمر بين الأمرين)، وهو في الوقت نفسه لا يمس قضاء الله تعالى وقدره وسلطانه وعدله، كما يحافظ أيضا على نسبة الفعل الصادر عن الانسان إلى الله تعالى وإلى الانسان أيضا، وأفادوا من بعض الآيات الكريمة كقوله تعالى: * (ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك) *، فلو لم تكن هناك صلة بين الخالق وفعل العبد لما صح معنى نسبة الحسنة الصادرة من العبد إلى الله عز وجل.
وعن الإمامين الباقر والصادق (عليهما السلام): ى إن الله أرحم بخلقه من أن يجبر خلقه على الذنوب ثم يعذبهم عليها، والله أعز من أن يريد أمرا فلا يكون ي.
وعن الإمام الصادق (عليه السلام): ى لا جبر ولا تفويض بل أمر بين أمرين ي.
وعن الإمام الرضا (عليه السلام) وقد سمع في مجلسه كلاما حول الجبر والتفويض فقال: ى إن الله عز وجل لم يطع بإكراه، ولم يعص بغلبة، ولم يهمل العباد في ملكه، وهو المالك لما ملكهم، والقادر على ما أقدرهم عليه،
(٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 5 6 7 8 9 10 11 13 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة المركز 5
2 مقدمة الكتاب 9
3 الفصل الأول الحتمية التأريخية والحتمية الكونية 13
4 النتائج السلبية لهاتين الحتميتين 15
5 الاستغلال السياسي للحتمية التأريخية 15
6 بنو أمية والحتمية السلوكية والتأريخية 16
7 الاستغلال السياسي للحتمية الثانية 17
8 العلاقة بين الحتميتين 19
9 موقف القرآن من هاتين الحتميتين 21
10 موقف أهل البيت عليهم السلام من هاتين الحتميتين 23
11 الحتمية الأولى 24
12 الحتميات الإلهية في سلوك الانسان 25
13 أصل الكسب 26
14 مناقشة أصل الكسب 28
15 الحتميات المادية المعاصرة 29
16 نقد الحتمية التأريخية 31
17 الاستغلال السياسي للحتمية 33
18 التفويض 35
19 الفصل الثاني موقف القرآن من مسألة (الحتمية) و (استغلال الانسان) 39
20 1 - مبدأ حرية الاختيار في القرآن 39
21 2 - نفي التفويض واستغلال الانسان في القرآن 45
22 الفصل الثالث مذهب أهل البيت عليهم السلام (الامر بين الامرين) 51
23 تفسير الامر بين الامرين 52
24 السبب الذي صرف العلماء عن (الامر بين الامرين) 52
25 الاختيار ليس مساوقا للاستقلال 54
26 تفسير علماء مدرسة أهل البيت (الامر بين الامرين) 55
27 التنظير الفلسفي لارتباط الانسان بالله تعالى حدوثا وبقاء 55
28 مناهج علماء مدرسة أهل البيت عليهم السلام لتفسير (الامر بين الامرين) 57
29 تقرير وشرح لنظرية (الامر بين الامرين) 58
30 المثال الذي استعان به المحقق السيد الخوئي لتوضيح الامر 59
31 رأي الشيخ المفيد 60
32 1 - رفض نسبة أفعال الناس إلى الله 60
33 2 - نفي استقلال الانسان في أفعاله 65
34 الفصل الرابع أهل البيت عليهم السلام في موقع الدفاع عن (التوحيد) و (العدل) 73
35 1 - نظام القضاء والقدر في الكون 73
36 2 - القضاء والقدر هو النظام الإلهي في الكون وحياة الانسان 76
37 3 - القيمومة الإلهية الدائمة على نظام القضاء والقدر في الكون 78
38 4 - تتم المعاصي من الناس بقضاء الله وقدره ولا يعصى مغلوبا 80
39 5 - التفكيك بين إرادة الله التكوينية والتشريعية 85
40 6 - حرية الاختيار لدى الانسان داخل الدائرة الحتمية للقضاء والقدر 88
41 7 - مسؤولية الانسان في فعله 93
42 8 - الهيمنة الإلهية على حركة القضاء والقدر في الكون والتأريخ 94
43 9 - قانون الامداد والخذلان الإلهي في حياة الناس 96
44 الخاتمة 99