ثم قام هشام المرادي فقال ووقع فيه.
فقال له معاوية: إجلس مع صاحبك قد علم الله نيتكما ورأى مكانكما.
ثم قال عمرو بن العاص لمحمد بن عبد الله الحميري - وكان خاصا به، وهذا الحميري هو جد السيد المرتضى لأمه -: تكلم ولا تقل إلا الحق في علي عليه السلام.
ثم قال: يا معاوية، قد آليت أن لا تعطي هذه البدرة إلا قائل الحق في علي عليه السلام؟
قال معاوية: نعم، أنا نفي من صخر بن حرب إن أعطيت هذه البدرة إلا من قال الحق في علي عليه السلام.
فقام محمد بن عبد الله فتكلم فقال:
بحق محمد قولوا بحق * فإن الإفك من شيم اللئام أبعد محمد بأبي وأمي * رسول الله ذي الشرف التهامي أليس علي أفضل خلق ربي * وأشرف عند تحصيل الأنام؟
ولايته هي الإيمان حقا * فذرني من أباطيل الكلام وطاعة ربنا فيها وفيها * شفاء للقلوب من السقام علي إمامنا بأبي وأمي * أبو الحسن المطهر من حرام إمام هدى أتاه الله علما * به عرف الحلال من الحرام ولو أني قتلت النفس حبا * له ما كان فيها من أثام يحل النار قوم أبغضوه * وإن صلوا وصاموا ألف عام ولا والله لا تزكوا صلاة * بغير ولاية العدل الإمام أمير المؤمنين بك اعتمادي * وبالغر الميامين اعتصامي