اصنعي بها هكذا وهكذا، وأشار بيده، فقالت: هذا جسدي قد ورايته فكيف برأسي، فألقى إليها ملاءة كانت عليه وقال: شدي بها على رأسك، ثم أذنت له، فدخل، فقال: السلام عليك يا بنتاه كيف أصبحت؟ قالت: أصبحت والله وجعة، وزادني وجعا على ما بي أني لست أقدر على طعام آكله، فقد أضر بي الجوع، وبكى صلى الله عليه وسلم وقال: لا تجزعي يا بنتاه، فوالله ما ذقت طعاما منذ ثلاث وإني لأكرم على الله منك، ولو سألت ربي لأطعمني ولكن آثرت الآخرة على الدنيا.
ثم ضرب بيده على منكبها وقال: أبشري فوالله أنك سيدة نساء أهل الجنة. قالت:
فأين آسية امرأة فرعون، ومريم ابنة عمران؟ فقال: آسية سيدة نساء عالمها، ومريم سيدة نساء عالمها، وخديجة سيدة نساء عالمها، وأنت سيدة عالمك، إنكن في بيوت من قصب لا أذى فيها ولا صخب ولا نصب. ثم قال: اقنعي بابن عمك، فوالله لقد زوجتك سيدا في الدنيا وسيدا في الآخرة.
ومنها حديث أبي هريرة قد تقدم نقله منا عن كتب أعيان العامة في ج 10 ص 103 إلى ص 105، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم ننقل عنها فيما مضى:
فمنهم العلامة حسام الدين المردي الحنفي في كتابه (آل محمد) (ص 109) قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله أخبرني أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.