القاديانية - سليمان الظاهر العاملي - الصفحة ٢٠٤
قال الله تعالى: (الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها) [الزمر / 42] (يتوفاكم بالليل) [الأنعام / 60] (توفته رسلنا) [الأنعام / 61] أو (نتوفينك) [يونس / 46] (توفنا مع الأبرار) [آل عمران / 193] (وتوفنا مسلمين) [الأعراف / 126] (توفني مسلما) [يوسف / 12] (إني متوفيك ورافعك إلي) [آل عمران / 55] وقد قيل: توفي رفعة واختصاص لا توفي موت. قال ابن عباس: توفي موت لأنه أماته ثم أحياه.
3 - وفي الأساس للزمخشري في مجاز التوفي توفي فلان، وتوفاه الله، وأدركته الوفاة فالوفاة بمعنى التمام هو المعنى الحقيقي، وبمعنى الموت مجاز.
4 - وفي مجمع البيان للطبرسي: " (فلما توفيتني) [المائدة / 117] أي قبضتني إليك وأمتني عن الجبائي، وقيل معناه وفاة الرفع إلى السماء عن الحسن. وفيه في (سورة الأنعام آية 60) (وهو الذي يتوفاكم بالليل) أي يقبض أرواحكم من التصرف عن ابن عباس وغيره واختاره علي بن عيسى، وقيل معناه: يقبضكم بالنوم كما يقبضكم بالموت، فيكون كقوله تعالى:
(الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم لم تمت في منامها) عن الزجاج والجبائي (الزمر آية 42) (الله يتوفى الأنفس حين موتها) أي يقبضها إليه وقت موتها وانقضاء آجالها، والمعنى حين تموت أبدانها وأجسادها على حذف مضاف، والتي لم تمت في منامها أي ويتوفى الأنفس التي لم تمت في منامها والتي تتوفى عند النوم هي النفس التي يكون بها العقل والتمييز، وهي التي تفارق النائم فلا يعقل " (1).
فأنت ترى من هذه النصوص أن الوفاة والتوفي وما إليهما مأخوذة ما مادة الوفاء وهو التمام حقيقة والاستيفاء وإطلاقها على الموت مجاز وأن التوفي في الآية (فلما توفيتني) مختلف فيه بين أن يكون وفاة موت أو وفاة رفع.

(١) مجمع البيان في تفسير القرآن، أنظر: تفسير سورة المائدة، الأنعام، والزمر، ج 3 - 4 و 7 - 8.
(٢٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 ... » »»
الفهرست