كلمة المركز ألف العلامة الأديب الشيخ سليمان ظاهر النباطي (1290 ه / 1873 م - 1380 ه / 1961 م) هذا الكتاب، الموسوم بعنوان: " دفع أوهام توضيح المرام "، في الرد على " القاديانية "، ويناقش فيه الآراء والأفكار التي وردت في كتاب " توضيح المرام في الرد على علماء حمص وطرابلس " لمؤلفه جلال الدين شمس أحمدي، وهو أحد مبشري المذهب القادياني، وكان مقيما آنذاك في حيفا - فلسطين.
ويوضح العلامة ظاهر الدافع إلى تأليف هذا الكتاب، فيقول إن عددا من المغتربين العامليين هالهم ما يقوم به المبشرون القاديانيون، في بلاد الاغتراب، من نشاط، فأرسلوا إلى علماء عاملة يطلبون الرد هؤلاء وبيان ما هم فيه من ضلال، فأوكل العلماء أمر القيام بهذا العمل إليه - أي إلى العلامة ظاهر - ثقة منهم بأهليته للقيام بهذا العمل، فتصدى للقيام بهذه المهمة، فكان هذا الكتاب الذي نقوم بنشره الآن، بعد أن تولى العلامة محمد حسن آل الطالقاني تحقيقه والتقديم له.
وإننا إذ نقدم على نشر هذا الكتاب، في هذا الوقت، لننطلق من الدافع نفسه الذي جعل المؤلف ينكب على تأليفه، والمحقق يعنى بتحقيقه ونشره، وهو التصدي إلى دعوة ضالة مضللة، مشبوهة، تنتظم في سياق المشروع الاستعماري الغربي، وبيان حقيقتها، وخصوصا أنها لا تزال تنشط، هي ومثيلاتها، في أي مكان يتاح لها فيه النشاط، وبخاصة في أوروبا وأميركا، حيث تتوافر لها ظروف النشاط ووسائله، زاعمة أنها فرق إسلامية، وهي ليست من الإسلام في شئ، وإنما تتخذ أفكارا هي مزيج غريب مستقى من المعتقدات الخرافية، وترفعه إلى مصاف الشريعة السماوية، وتقوم، في سبيل تأييد أفكارها بتحريف النصوص الشرعية وتشويهها، ومن نماذج ذلك ترجمتها للقرآن الكريم إلى اللغات الأخرى، ومنها الألمانية، ترجمة محرفة.