القاديانية - سليمان الظاهر العاملي - الصفحة ٢٠٥
وأما تحدي صاحب التوضيح بأن التوفي إذا كان من باب التفعل، فليس معناه سوى الموت، فلم تلح لنا العلة باستئثار هذا المشتق من مادة الوفاء دون غيره من المشتقات بهذه المزية، وهل نص على ذلك أحد من الأئمة؟
وقد عرفت أن لفظ التوفي في الآية (فلما توفيتني) يحتمل معنى الموت وغيره، ومما هو نص في غير معنى الوفاة ما ورد في سورة آل عمران (آية 185) (وإنما توفون أجوركم). وفي سورة البقرة (آية 281) (توفي كل نفس). فهذا جواب التحدي باستعمال هذا الحرف في غير معنى الموت. وأما استعمال بقية مشتقات الوفاة في غير الموت فنعد فيه ولا نعدد مما ورد في الذكر الحكيم 1 - (ووفيت كل نفس) 2 - (وإبراهيم الذي وفي) 3 - (فوفاه حسابه) 4 - (نوف إليهم أعمالهم) 5 - (فيوفيهم أجورهم) 6 - (ليوفينهم ربك أعمالهم) 7 - (إنما يوفى الصابرون) 8 - (يوفي إليكم وأنتم لا تظلمون). وفي هذا كفاية.
فصل رأينا قبل سد هذا الباب عقد هذا الفصل لبيان ما يحتاج إلى البيان ولتفصيل بعض ما أجملناه في تضاعيف بحثنا في نقض مزاعم القادياني بعض التفصيل بقدر ما يتسع له المجال، وينحصر ذلك في أمرين:
الأول: في حياة المسيح وبقائه حيا إلى أن يؤدي راسلته التي هي عين رسالة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وفية وجهان:
الوجه الأول: إن إطالة العمر وامتداد الحياة مما جوزه العقل والعلم وحسبك دليلا على إمكانه وعدم استحالته، أن الأطباء والحكماء لم يزالوا قديما وحديثا يولون شطره جانبا من اهتمامهم، عليهم أن يظفروا بأسبابه فيقربوها وبموانعه فيلاشوها، وقد عبر عنه بحجر الفلاسفة، ويرى كثير أن الكيمياء وحجر الفلاسفة رمز عن إطالة الحياة في عرفهم، وإليك ما جاء في أمالي الشريف المرتضى في هذا البحث بعد إيراده ما جاء في كتاب المعمرين.
(٢٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 ... » »»
الفهرست