الرابع: ابن بابويه في أماليه قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال: حدثنا أبي عن أحمد بن محمد بن عيسى عن نوح بن شعيب النيسابوري عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان عن عروة بن أبي شعيب العقرقوقي عن شعيب عن أبي بصير قال: سمعت الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) يحدث عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوما لأصحابه: أيكم يصوم الدهر؟
فقال سلمان (رضي الله عنه): أنا يا رسول الله.
قال: فأيكم يحيي الليل؟
قال سلمان: أنا يا رسول الله.
قال: فأيكم يختم القرآن في كل يوم؟
قال سلمان: أنا يا رسول الله.
فغضب بعض أصحابه فقال: يا رسول الله إن سلمان رجل من الفرس يريد أن يفتخر علينا معاشر قريش.
قلت: أيكم يصوم الدهر؟
قال: أنا وهو أكثر أيامه يأكل وقلت: أيكم يحيي الليل قال أنا وهو أكثر ليله نائم، قلت: وأيكم يختم القرآن في كل يوم قال: أنا وهو أكثر يومه صامت، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): مه يا فلان وأين لك بمثل لقمان الحكيم سله فإنه ينبئك، فقال الرجل لسلمان: يا أبا عبد الله أليس زعمت أنك تصوم الدهر فقال: نعم، فقال: رأيتك في أكثر نهارك تأكل، فقال: ليس حيث تذهب إني أصوم الثلاثة في الشهر وما قال الله عز وجل: * (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها) * وأصل شهر شعبان بشهر رمضان فذلك صوم الدهر.
فقال: أليس زعمت أنك تحيي الليل؟
فقال: نعم.
فقال: أنت أكثر ليلك نائم.
فقال: ليس حيث تذهب ولكني سمعت حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: من بات على طهر فكأنما أحيي الليل كله وأنا أبيت على طهر.
فقال: أليس زعمت أنك تختم القرآن في كل يوم؟
قال: نعم.
قال: فإنك أكثر أيامك صامت.