قال: سألت أمنا أم سلمة أن تحدثني بحديث سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وآله) في علي (عليه السلام) فقالت لي:
كذا وكذا، فقلت: الله أكبر أشهد أن عليا مولاي ومولى كل مؤمن، فسمعت عند ذلك أنس بن مالك وهو يقول: أشهد على رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال هذه المقالة ثلاث مرات أو أربع مرات (1).
الثامن: أبو الحسن علي بن محمد بن جمهور في كتاب " الواحدة " عن الحسن بن عبد الله الأطروش قال: حدثني محمد بن إسماعيل الأحمسي السراج قال: حدثنا وكيع بن الجراح قال:
حدثنا الأعمش عن مورق العجلي عن أبي ذر الغفاري (رض) قال: كنت جالسا عند النبي (صلى الله عليه وآله) ذات يوم في منزل أم سلمة ورسول الله (صلى الله عليه وآله) يحدثني وأنا أسمع إذ دخل علي بن أبي طالب (عليه السلام) فأشرق وجهه نورا فرحا بأخيه وابن عمه، ثم ضمه إليه وقبل ما بين عينيه ثم التفت إلي فقال: يا أبا ذر تعرف هذا الداخل علينا حق معرفته؟ قال أبو ذر: فقلت: يا رسول الله هذا أخوك وابن عمك وزوج فاطمة البتول وأبو الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا أبا ذر هذا الإمام الأزهر ورمح الله الأطول وباب الله الأكبر، فمن أراد الله فليدخل الباب، يا أبا ذر هذا القائم بقسط الله والذاب عن حريم الله [والناصر لله] (2) والناصر لدين الله وحجة الله على خلقه إن الله عز وجل لم يزل يحتج على خلقه في الأمم كل أمة يبعث فيها نبيا، يا أبا ذر إن الله عز وجل جعل على ركن من أركان عرشه سبعين ألف ملك ليس لهم تسبيح ولا عبادة إلا الدعاء لعلي وشيعته والدعاء على أعدائه.
يا أبا ذر لولا علي ما بان حق من باطل ولا مؤمن من كافر ولا عبد الله، لأنه ضرب رؤس المشركين حتى أسلموا وعبد الله ولولا ذلك لم يكن ثوابا ولا عقابا ولا يستره من الله ساتر ولا يحجبه من الله حجاب وهو الحجاب والستر، ثم قرأ رسول الله (صلى الله عليه وآله) * (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب) * (3).
يا أبا ذر إن الله تبارك وتعالى تفرد بملكه ووحدانيته وفردانيته في وحدانيته فعرف عباده المخلصين لنفسه وأباح لهم جنته فمن أراد أن يهديه عرف ولايته ومن أراد أن يطمس على قلبه أمسك عنه معرفته، يا أبا ذر هذا راية الهدى وكلمة التقوى والعروة الوثقى وإمام أوليائي ونور من أطاعني وهو الكلمة التي ألزمها الله المتقين فمن أحبه كان مؤمنا [ومن أبغضه كان كافرا] ومن ترك