الخلاص من مخاوفه والنجاة من متالفه، وكما لا يعبر البحر الهياج عند تلاطم الأمواج إلا بالسفينة، كذلك لا يأمن من لفح الجحيم ولا يفوز بدار النعيم إلا من تولى أهل بيت الرسول صلوات الله عليه وعليهم ونحل لهم وده ونصحه وأكد في موالاتهم عقيدته، فإن الذين تخلفوا عن تلك السفينة آلوا شر مآل وخرجوا من الدنيا إلى أنكال وجحيم ذات أغلال وكما ضرب مثلهم سفينة نوح قرنهم بكتاب الله تعالى فجعلهم ثاني الكتاب وشفع التنزيل (1).
قال مؤلف هذا الكتاب: انظروا إلى ما ذكرته العامة وهو عين الصواب والعجب كل العجب من إعراضهم عن مثل سفينة نوح الذين ذكروا فيهم ما ذكروا وركبوا أهوائهم بعدما تبين لهم الحق ونطقوا به ولله در الشاعر حيث قال:
لله درك يا فتى * لو كنت تفعل ما تقول الحديث العاشر: علي المالكي في كتاب الفصول المهمة عن رافع مولى أبي ذر قال: صعد أبو ذر على عتبة باب الكعبة وأخذ بحلقة الباب وأسند ظهره إليه وقال: أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن أنكرني فأنا أبو ذر سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها زج في النار ". وسمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " اجعلوا أهل بيتي منكم مكان الرأس من الجسد ومكان العينين من الرأس [فإن الجسد لا يهتدي إلا بالرأس] ولا يهتدي الرأس إلا بالعينين " (2).
الحديث الحادي عشر: أبو المظفر السمعاني في كتاب (فضائل الصحابة) بالإسناد قال: عن سلمة بن إبراهيم بن الحسين بن أبي جعفر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق " (3).
فائدة في أن محمدا وآل محمد سبب نجاة الأنبياء (عليهم السلام)