كتاب الألفين - العلامة الحلي - الصفحة ٣٥٦
الأول: أن تكون له الحكمة في الغاية القصوى في جانبي العلم والعمل.
الثاني: أن يكون له الفضل التام الذي يؤدي إلى الغاية المطلوبة في الدين والدنيا من العلم والعمل وإرشاد الناس وغير ذلك من أنواع الفضائل بحيث لا يكون أحد أفضل منه لا في العلم ولا في العمل لأن الغاية المطلوبة من الإمام هو حمل المكلفين على فعل الطاعة وترك المعصية فلا يتم إلا بطاعة المكلف ولا يتم ذلك إلا بأن يعلم المكلف أن فيه من صفات الكمال ما ليس لغيره ليحصل له ترجيح في نفسه ولا يتم إلا بصفة العلم والعمل.
الثالث: أن تكون له قوة البرهان لأهله وجودة الاقناع لأهله ومهارة الجدل لأهله لأن ذلك من شرائط التكميل.
الرابع: أن يكون له في نفسه قوة الجهاد إن تبعه المكلفون وأن يتبع في جميع ذلك للنص الإلهي وسنة النبي صلى الله عليه وآله وأن يستنبط بما هو مصرح به ما ليس بمصرح به ما يرجحه على طريق الحجة عقلا أو شرعا فلا بد أن يكون عارفا بدقايق النص الإلهي وسنة النبي صلى الله عليه وآله ودلالاتها التي هي حجة في الشرع بحيث لا يخرج عن طريق النبي والكامل هو الذي يعرف سنن الأنبياء المتقدمين بحيث لورد اليهود إذا ترافعوا إليه إلى ملتهم علم مطابقة ما يحكم به حاكمهم لملته وعدم مطابقته وإلى هذا أشار علي عليه السلام بقوله: (والله لو كسرت لي الوسادة لحكمت بين أهل التوراة وبتوراتهم وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم إلى آخر الحديث واختلفوا في اشتراط وذلك كله لا يتم بجميع أجزائه وشرايطه إلا في المعصوم العالم بجميع ما ذكرناه العامل في جميع الأحوال بما هو وغيره من المكلفين مكلف به وهو المطلوب.
السادس والستون: قوله تعالى: (ولقد كرمنا بني آدم) أي أعطيناهم أسباب الكرامة وقال تعالى: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) والتقوى إنما يتم بالعدول عن الشك إلى اليقين واتباع غير المعصوم ليس
(٣٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 351 352 353 354 355 356 357 358 359 360 361 ... » »»
الفهرست