الكلي في السلامة عن الضلال والإمام متبع فتجب عصمته.
الثالث والستون: الإمام هاد بالضرورة ولا شئ من الهادي بغاو بالضرورة ما دام هاديا ينتج لا شئ من الإمام بغاو بالضرورة على قول القدماء ودائما على قول المتأخرين أما الصغرى فلقوله تعالى: (وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا) أما الثانية فظاهرة وإذا ثبت أن الإمام ليس بغاو فهو معصوم لقوله تعالى: (إن عبادي ليس لك عليهم سلطن إلا من اتبعك من الغاوين) فكل من اتبع الشيطان فهو غاو وبحكم هذه الآية الحصر ثابت بين الغاوين وبين المخلصين الذين ليس عليهم له سلطان ولقوله تعالى:
((لأغوينهم أجمعين) (إلا عبادك منهم المخلصين)).
الرابع والستون: الإمام مقيم للدين ومهد لقواعده وداع إليه بالضرورة ولا شئ من غير المعصوم كذلك بالامكان ينتج لا شئ من الإمام بغير معصوم بالضرورة أما الصغرى فظاهرة لأن المراد من نصب الإمام ضبط أحوال الدين وحفظ الشرع والدعاء إليه وبالجملة نيابة النبي بالتبليغ والتمهيد وأما الكبرى فظاهرة.
الخامس والستون: الإمام رئيس مطلق لا رئيس في زمانه أعلى مرتبة منه فلا بد من بيان شرائط هذه الرياسة وغايتها فلا بد من أن تبين الغاية أولا حتى يعرف الشرائط بطريق البرهان الآني فنقول: غاية الإمام تكميل كل واحد من الناس بقدر استعداد ذلك الشخص الذي يروم كماله فتارة يخاطب الناس بالمحكم من الخطاب وتارة بالمتشابه وفي المعقولات تارة بالبرهان وتارة بالخطابة وتارة بالجدل فيرشد الناس كلا على قدر بصيرته ويرتب كل قوم في مرتبتهم التي تليق بهم الرئيس في موضعه ومرتبته والمرؤوس في مرتبته ويراعي جانبي الحق والعدل فيهم ويكمل قواهم العلمية والعملية ويكسر قواهم الغضبية والشهوانية والوهمية ويقوي القوى العقلية في جانبي العلم والعمل على الوجه الأصوب وغايته رفع الخطأ عن العالمين إن أطاعوه وهذا الرئيس له شروط أربعة: