ومساواته إياه عامة لكل الأمة وهو إجماع من المسلمين إذا عرفت ذلك فنقول:
إذا وجب على كل الأمة اتباع الإمام في قوله وفعله فلو لم يكن معصوما جاز الخطأ عليه وإذا جاز عليه الخطأ في حكم وجاز إصابة واحد من الأمة في ذلك الحكم وجب عليه اتباع الإمام للمقدمات المذكورة فيلزم المحال المذكور وأما استحالة الثاني فظاهرة لا تحتاج إلى بيان.
الرابع والخمسون: المطلوب من إرسال النبي صلى الله عليه وآله والإمام أشياء الأول هو الهداية إلى الطريق المستقيم الذي هو الحق وسؤال العباد الذي علمهم الله إياه هو الهداية إلى صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين وهذا يدل على أنه واحد، الثاني حمل الأمة عليه، الثالث منعهم عن ركوب غيره بأن سمع المكلف عمل ذلك معه في كل الأحكام والأفعال والأوامر والنواهي ولا يتأتي ذلك إلا من المعصوم يعلم الأحكام الشرعية والفرعية عن أدلتها التفصيلية يقينا وهو ظاهر.
الخامس والخمسون: الإمام تجب طاعته على الكل ولا يجب عليه طاعة أحد فنفسه أكمل من الكل وعلمه أعظم من الكل وزهده أعظم من زهد الكل وتقواه أقوى من تقوى الكل فيكون معصوما وهو المطلوب.
السادس والخمسون: لا يقيم الحد من الله قبله حد والإمام هو المقيم للحد على كل محدود فلا يكون لله قبله حد فيكون معصوما وهو المطلوب أما الصغرى فلقوله تعالى: (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم) والخبر والإجماع وأما الكبرى فظاهرة.
السابع والخمسون: قوله تعالى: (هو الذي بعث في الأمين رسولا) إلى قوله يتلو عليهم آياته إشارة إلى إبلاغ الشرائع وتهذيب الظاهر باستعمالها وقوله ويزكيهم إشارة إلى تطهير الباطن من الأخلاق الذميمة وجميع المناقض وقوله ويعلمهم الكتاب إشارة إلى الآيات الحاصلة بعد ذلك من دقائق الكتاب العزيز وحقائقه وقوله والحكمة إشارة إلى الحكمة النظرية فلا بد وأن يكون النبي كاملا في هذه الصفات كما لا يمكن للإنسان ولا نعني