كتاب الألفين - العلامة الحلي - الصفحة ٢٠٥
وجوب المقرب قبيح وإلا لما وجبت الإمامة، لكن الإمام ليس بمقرب من حيث انسانيته ولا من حيث قدرته وتكليفه ولا الإمامة من حيث هي زيادة في التمكين، ولأن مطلق الرياسة ليس موجبا للتقريب، فإن بعض الرؤساء الذين ادعوا الإمامة كبني أمية فساق في غاية الفجور بحيث لا يصح الاقتداء بهم في الصلاة وبعضهم بغاة فتقريبه إنما يكون من حيث قربه من الطاعة وفعله إياها والقرب ليس لذاته ولا من حيث التكليف ولا من حيث القدرة لأنه غير صالح للترجيح وحده وإلا لما وجبت الإمامة ولاستلزامه العصمة أيضا فتعين الوجوب من جهة أخرى فإما إمام آخر أو العصمة وهو المطلوب.
الرابع والسبعون: الممكن من حيث هو محتاج إلى علة مغايرة له من حيث الامكان، ولا يمكن أن يكون ذلك هو الممتنع، فتعين أن يكون هو الواجب وداعي المكلفين هو المحتاج إلى الإمام في إيجاده والمؤثر فيه داعي الإمام إلى الطاعات وصارفه عن المعاصي، فيكون واجبا وعند وجود القدرة والداعي وانتفاء الصارف يجب الفعل.
الخامس والسبعون: الإمامة لها عمود وأعوان حتى تتم فائدتها وقبول المكلف لأوامره ونواهيه.
أما العمود: فهو الحجة الدالة على صدقة وحجية قوله وفعله وإيجاب طاعته على المكلف وذلك أما الأدلة التفصيلية على خصوصيات المسائل وهو محال، وإلا لم يجب ذلك إلا على المجتهد فتحريم التقليد في الإمامة، فتعين أن يكون على كل أقواله وأفعاله من حيث هي أقواله وأفعاله، ولو لم يكن معصوما لم تتحقق الدالة على ذلك لقيام الاحتمال في كل فعل، وأما الأعوان فهو أقوال وأفعال، أما من غيره كنص النبي صلى الله عليه وآله أو الإمام قبله أو الله تعالى عليه، ولو لم يكن معصوما لما حسن النص عليه لوجوب طاعته في جميع أقواله وأفعاله أو من أحواله كتنسكه ومواظبته على العبادة ولو لم يكن معصوما لكانت أفعاله مفردة في حال ما، لكن الإمام يجب أن يكون دائما مقربا موجبا للداعي أو إطاعة المكلف، أو من نفس قوله بأن يتحقق المكلف بأن قصده بألفاظه معناها لا يقصد الاضلال ولا الاغراء
(٢٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 ... » »»
الفهرست