كتاب الألفين - العلامة الحلي - الصفحة ١٣٢
بلوغ لذاته على ذلك فيسامح ويجوز فتنتفي فائدته.
الثاني والأربعون: كل قوة تشتاق إلى كمالاتها المستتبعة للذاتها وتتألم بحصول أضداد تلك الكمالات، والنفس الإنسانية قد لا تشتاق إلى حصول كمالاتها ولا تتألم بحصول أضدادها، وذلك فوات لطف عظيم ومنافع لا تقاس بشئ غيرها وسبب فقدان الاشتياق وعدم التألم بالجهل اشتغال النفس بالملاذ الحسية وإهمالها الشرايع الإلهية، فلا لطف أهم من المقرب إليها والمبعد عن أضدادها إذا كانت موجودة كانت النفس مشتغلة بها فلم يحصل لها داع إلى الكمالات ولا التفات إليها لكنه مطلوب لله تعالى فيجب نصب الإمام وإلا لزم نقض الغرض.
الثالث والأربعون: فوات السعادة الأخروية الحاصلة من امتثال الأوامر الإلهية والامتناع عن النواهي الربانية، وفوات الثواب المؤبد يكون أما لأمر عدمي كنقصان غريزة العقل أو وجودي كوجود الأمور المضادة للكمالات فيها وهي أما راسخة وغير راسخة، وكل واحد منهما أما بحسب القوة النظرية، وأما بحسب القوة العملية، فتصير ستة أقسام:
الأول: ما يكون بحسب نقصان الغريزة في القوة النظرية.
الثاني: ما يكون بحسبها في القوة العملية ولا يكون بسبب ذلك عذاب.
الثالث: ما يكون لوجود أمور مضادة راسخة بحسب القوة النظرية وهو يكون سببا للعذاب الأخروي.
الرابع: ما يكون بسبب وجوده أمور مضادة غير راسخة في القوة النظرية.
الخامس: الأمور الراسخة في القوة العملية.
السادس: غير الراسخة بحسب القوة العملية فأسباب فوات الثواب أو حصول العذاب الأخروي منحصرة في هذه الستة، ولا فعل للإمام في الأولين بل هو
(١٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 ... » »»
الفهرست