(821 / 9) وقال الفقراء لرسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الأغنياء ذهبوا بالجنة، يحجون ويعتمرون ويتصدقون ولا نقدر عليه، فقال (عليه السلام): إن من صبر واحتسب منكم تكن له ثلاث خصال ليس للأغنياء:
أحدها: إن في الجنة غرفا ينظر إليها أهل الجنة كما ينظر أهل الأرض إلى نجوم السماء، لا يدخلها إلا نبي فقير، أو شهيد فقير، أو مؤمن فقير.
وثانيها: يدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام.
وثالثها: إذا قال الغني: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، وقال الفقراء مثل ذلك لم يلحق الغني الفقير وإن أنفق فيها عشرة آلاف درهم، وكذلك أعمال البر كلها فقالوا: رضينا.
(822 / 10) عن أنس بن مالك، عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: يقوم فقراء أمتي يوم القيامة وثيابهم خضر، وشعورهم منسوجة بالدر والياقوت، وبأيديهم قضبان من نور يخطبون على المنابر، فيمر عليهم الأنبياء فيقولون: هؤلاء من الملائكة، ويقول الملائكة: هؤلاء من الأنبياء، فيقولون:
نحن لا ملائكة ولا أنبياء، بل نفر من فقراء أمة محمد (صلى الله عليه وآله)، فيقولون: بما نلتم هذه الكرامة؟ فيقولون: لم تكن أعمالنا شديدة، ولم نصم الدهر، ولم نقم الليل، ولكن أقمنا على الصلوات الخمس، وإذا سمعنا ذكر محمد (صلى الله عليه وآله) فاضت دموعنا على خدودنا.
(823 / 11) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
كلمني ربي فقال: يا محمد، إذا أحببت عبدا أجعل معه ثلاثة أشياء: قلبه حزينا، وبدنه سقيما، ويده خالية من حطام الدنيا وإذا أبغضت عبدا أجعل معه ثلاثة أشياء: قلبه مسرورا، وبدنه صحيحا، ويده مملؤة من حطام الدنيا.