جنون، ولا جذام، ولا وسواس، ولا داء يضره، وخفف الله عنه سكرات الموت، وتولى قبض روحه، وكان ممن يضمن الله له السعة في معيشته، والفرح عند لقائه، والرضى بالثواب في آخرته، وقال الله تعالى لملائكته أجمعين من في السماوات ومن في الأرض: قد رضيت عن فلان فاستغفروا له.
(247 / 35) حدثنا شيخنا أبو العباس أحمد بن علي بن الحسن القاضي، عن محمد بن الحسن، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن حسان، عن محمد بن علي، عن إسماعيل بن مهران، عن الحسن بن أبي حمزة الثمالي، عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن لكل شئ قلبا، وقلب القرآن (يس)، فمن قرأ (يس) قبل أن ينام، أو في نهاره قبل أن يمسي كان في نهاره في المحفوظين والمرزوقين حتى يمسي، ومن قرأها في ليله قبل أن ينام وكل الله به ألف ملك يحفظونه من كل شيطان رجيم ومن كل آفة، وإن مات في يومه أدخله الله تعالى الجنة وحضر غسله ثلاثون ألف ملك يستغفرون له ويشيعونه إلى قبره بالاستغفار له، فإذا أدخل في لحده كانوا في جوف قبره يعبدون الله وثواب عبادتهم له، ويفسح له في قبره مد بصره، وأومن من ضغطة القبر، ولم يزل له في قبره نور ساطع إلى عنان السماء إلى أن يخرجه الله من قبره، فإذا أخرجه لم تزل ملائكة الله معه يشيعونه ويحدثونه ويضحكون في وجهه ويبشرونه بكل خير حتى يجوزون به الصراط والميزان ويوقفونه من عند الله موقفا لا يكون عند الله خلق أقرب منه إلا ملائكة الله المقربون والمرسلون، وهو مع النبيين واقف بين يدي الله عز وجل، لا يحزن مع من يحزن، ولا يهتم مع من يهتم، ولا يجزع مع من يجزع، ثم يقول له الرب تعالى: اشفع عبدي أشفعك في جميع من تشفع، وسلني عبدي أعطك جميع ما تسأل، فيسأل فيعطى، ويشفع فيشفع، ولا يحاسب فيمن يحاسب ولا يوقف مع من يوقف، ولا يذل مع من يذل، ولا ينكث لخطيئته ولا شئ من سوء عمله، ويعطى كتابا منشورا حتى يهبط من عند الله فيقول الناس بأجمعهم:
سبحان الله ما كان لهذا العبد من خطيئة واحدة! ويكون من رفقاء محمد (صلى الله عليه وآله).