المناظرات بين فقهاء السنة وفقهاء الشيعة - مقاتل بن عطية - الصفحة ٣٦
ولقد كانت عائشة تشبهه باليهود وتأمر بقتله وتقول: اقتلوا نعثلا فقد كفر، اقتلوا نعثلا قتله الله، بعدا لنعثل وسحقا (1).
وقد ضرب عثمان عبد الله بن مسعود الصحابي الجليل حتى أصيب بالفتق وصار طريح الفراش ومات (2).
سفر أبا ذر الغفاري، ذلك الصحابي الجليل الذي قال فيه الرسول: (ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر) (3).
ونفاه وأبعده من المدينة المنورة إلى الشام مرة أو مرتين ثم إلى الربذة - وهي أرض جرداء بين مكة والمدينة - حتى مات أبو ذر في الربذة جوعا وعطشا في الوقت الذي كان عثمان يتقلب في بيت المال المسلمين ويوزع الأموال على أقاربه من الأمويين والمراونيين!
قال الملك للوزير: وهل يصدق العلوي في كلامه هذا؟
قال الوزير: ذكر ذلك المؤرخون (4)!

(١) ذكر هذا النص على لسان عائشة وغيرها في النهاية لابن الأثير وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة وابن أعثم في كتاب الفتوح، والنعثل: الذكر من الضباع. والشيخ الأحمق ويهودي صاحب لحية طويلة من سكان المدينة كان يشبه عثمان.
(٢) وردت حادثة الاعتداء على ابن مسعود في عدة مراجع تاريخية. انظر الطبري ج ٥ وتاريخ ابن عساكر ج ٧.
كما اعتدى عثمان على عمار بن ياسر أيضا. وقد برر الفقهاء فعل عثمان هذا ودافعوا عنه. انظر البداية والنهاية لابن كثير ج ٧ ومنهاج السنة النبوية لابن تيمية ج ٣ العواصم من القواصم لأبي بكر بن العربي..
أما سبب الاعتداء عليهما فلكونه من أنصار الإمام علي من المناوئين لعثمان وبني أمية. وقد صرحت كتب السنن والتاريخ بمخالفة ابن مسعود لعثمان في قضية جمع القرآن وحرق المصاحف التي في حوزة الصحابة، ورفضه الاعتراف بمصحفه وتحريضه الصحابة والمسلمين ضد عثمان ومصحفه / انظر تفاصيل الصدام بين عثمان وابن مسعود حول القرآن في البخاري، كتاب فضائل القرآن وشرحه في فتح الباري ج ٩. وانظر لنا كتاب الخدعة والسيف والسياسة ودفاع عن الرسول.
(٣) مسند أحمد، كتاب الفضائل. ومستدرك الحاكم كتاب معرفة الصحابة.
وحادثة نفي أبي ذر إلى الربذة مشهورة في كتب التاريخ. وكان أبو ذر من أنصار الإمام علي وخصوم عثمان ومعاوية وقد تصدى لانحرافات عثمان فنفاه إلى الشام، فتصدى لانحرافات معاوية هناك فأعاده إلى المدينة لينفيه عثمان إلى الربذة.
(٤) ذكر المؤرخون أن عثمان أعطى عبد الله بن خالد أسيد ٤٠٠٠٠٠ درهم، والحكم بن العاص - طريد رسول الله - ١٠٠ ألف درهم، وأعطى أرض فدك لمروان بن الحكم - الوزغ بن الوزغ - وقد كانت أرض فدك لفاطمة الزهراء فغصبها أبو بكر وعمر منها ثم سلمها عثمان لمروان وأعطى عبد الله بن أبي السرح ١٠٠ ألف درهم كل ذلك من بيت مال المسلمين المساكين، انظر شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي ج ١ حتى تجد التفصيل وانظر الطبري وكتب التاريخ. وقد تركزت أسباب الثورة على عثمان فيما يلي:
١ - حرقه للمصاحف..
٢ - سيطرة عائلته على الحكم..
٣ - توليته الأحداث من بني أمية وتركه كبار الصحابة...
٤ - إيواؤه للحكم بن العاص الذي لعنه الرسول وأهدر دمه..
٥ - إيواؤه لعبد الله بن أبي سرح الذي ارتد عن الإسلام في زمن الرسول وأهدر الرسول دمه..
٦ - سلوك وممارسات معاوية في الشام..
٧ - إضطهاده للصحابة مثل ابن مسعود وعمار وأبو ذر..
٨ - تصرفه في أموال المسلمين لحساب أقاربه..
روي عن عثمان قوله: لو أن بيدي مفاتيح الجنة لأعطيتها بني أمية حتى يدخلوا الجنة عن آخرهم (مسند أحمد والبداية والنهاية لابن كثير ج ٧ / ١٧٨، وقد دافع ابن كثير في تاريخه عن عثمان دفاعا مريرا وأورد الكثير من التأويلات والتبريرات لأفعاله ومواقفه تلك التبريرات والتأويلات التي تصطدم بالنصوص والوقائع الثابتة فضلا عن كونها تصطدم بالعقل. (انظر ج ٧).
كما دافع عنه ابن العربي في كتابه العواصم من القواصم كذلك ابن حجر الهيثمي في كتابه الصواعق المحرقة.
انظر تفاصيل فتنة عثمان في الطبري والكامل لابن الأثير ومروج الذهب للمسعودي، وانظر لنا السيف والسياسة.
(٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»
الفهرست