المناظرات بين فقهاء السنة وفقهاء الشيعة - مقاتل بن عطية - الصفحة ٣٥
قال الوزير: هكذا ذكر الرواة (1)!
قال الملك: عجيب: عجيب جدا.. أني كنت أعتبر عمر من السابقين إلى الإسلام، واعتبر إيمانه مثاليا، والآن ظهر لي أن في أصل إيمانه شك وشبهة!
قال العباسي: مهلا أيها الملك، ابق على عقيدتك، ولا يخدعك هذا العلوي الكذاب.
فأعرض الملك بوجهه عن العباسي وقال مغضبا: إن الوزير نظام الملك يقول:
إن العلوي صادق في كلامه، وأن أقول عمر وارد في الكتب وهذا الأبله - يعني العباسي - يقول إنه كاذب، أليس هذا العناد بعينه؟
وساد المجلس سكون رهيب، فقد غضب الملك وانزعج من كلام العباسي.
وأطرق العباسي وسائر علماء السنة..
وصمت الوزير... وبقي العلوي رافعا رأسه ينظر في وجه الملك، ليرى النتيجة؟
مرت لحظات صعبة على العباسي، تمنى فيها أن تنشق الأرض تحته فيغيب فيها، أو يأتيه ملك الموت فيقبض روحه فورا، من شدة الخجل وحرج الموقف، فلقد ظهر بطلان مذهبه، ولقد ظهرت خرافة عقيدته أمام الملك ووزيره وسائر العلماء والأركان.. ولكن: ماذا يصنع؟ لقد أحضره الملك للسؤال والجواب، ولتمييز الحق من الباطل، ولهذا استجمع قواه ورفع رأسه وقال:
وكيف تقول أيها العلوي أن عثمان لم يكن مؤمنا في قلبه، وقد زوجه الرسول ببنتيه رقية وأم كلثوم؟
قال العلوي: الأدلة في عدم إيمانه كثيرة ويكفي في ذلك ما يلي:
إن المسلمين - وفيهم الصحابة - اجتمعوا عليه فقتلوه، وأنتم تروون أن النبي قال: (لا تجتمع أمتي على خطأ) فهل يجتمع المسلمون - وفيهم الصحابة - على قتل مؤمن؟

(1) روى ابن هشام في سيرته باب بيعة الرضوان عن عمر قوله: ما زلت أتصدق وأصوم وأصلي وأعتق من الذي صنعت يومئذ - أي يوم الحديبية - مخافة كلامي الذي تكلمت به..
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»
الفهرست