المناظرات بين فقهاء السنة وفقهاء الشيعة - مقاتل بن عطية - الصفحة ٤١
على صدق كلامي وصحته وحقيقته، وأن في خزانة هذه المدرسة كتب تشهد بصدق كلامي، ومصادر معتبرة تصرح بصحة مقالتي وحقيقته..
فإن اعترفوا بصدق كلامي فهو المطلوب وإلا فأنا مستعد الآن أن آتي إليك بالكتب والمصادر والشهود!
قال الملك للوزير: هل كلام العلوي صحيح من أن الكتب والمصادر تصرح بصحة مقالته وصدق حديثه؟
قال الوزير: نعم.
قال الملك: فلماذا سكت في أول الأمر؟
قال الوزير: لأني أكره أن أطعن في أصحاب رسول الله (ص)!
قال العلوي: عجيب! أنت تكره ذلك والله ورسوله لم يكرها ذلك حيث أنه تعالى عرف بعض الصحابة بالمنافقين وأمر رسوله بجهادهم كما يجاهد الكفار، والرسول بنفسه لعن بعض أصحابه!
قال الوزير: ألم تسمع أيها العلوي قول العلماء: إن كل أصحاب الرسول عدول؟
قال العلوي: سمعت ذلك، ولكني أعرف أنه كذب وافتراء، إذ كيف يمكن أن يكون كل أصحاب الرسول عدولا وقد لعن الله بعضهم، ولعن الرسول بعضهم، ولعن بعضهم بعضا، وقاتل بعضهم بعضا، وشتم بعضهم بعضا، وقتل بعضهم بعضا (1)؟؟

(١) روى البخاري عدة روايات تؤكد ردة الصحابة من بعد رسول الله (ص) منها: أنا فرطكم على الحوض ليرفعن إلي رجال منكم حتى إذا أهويت لأناولهم اختلجوا دوني فأقول أي رب أصحابي يقول: لا تدري ما أحدثوا بعدك.
وفي رواية أخرى: ليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفوني ثم يحال بيني وبينهم. فيقال: إنك لا تدري ما بدلوا بعدك، فأقول سحقا سحقا لمن بدل بعدي (انظر كتاب الفتن وكتاب الرقاق).
ويروى: أنه سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول يا رب أصحابي، فيقول: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم (مسلم كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها).
ويروى عن الرسول (ص) قوله في حجة الوداع: لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض. وفي رواية لا ترتدوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض (انظر البخاري كتاب الفتن).
وقوله: في أصحابي اثنا عشر منافقا فيهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل سم الخياط (مسلم كتاب المنافقين).
ويروى عن حذيفة بن اليمان قوله: إن المنافقين اليوم شر منهم على عهد النبي (ص) كانوا يومئذ يسرون واليوم يجهرون، إنما كان النفاق على عهد رسول الله فأما اليوم فإنما هو الكفر بعد الإيمان (انظر البخاري كتاب الفتن).
ومثل هذه الروايات وغيرها إنما تنقص فكرة العدالة التي هي من اختراع السياسة لإضفاء المشروعية على بني أمية ومن سار في ركابهم من ركش القوم الذين أدخلهم الفقهاء في دائرة الصحبة وأضفوا عليهم العدالة كي يرووا باسم الرسول ويضفوا المشروعية على معاوية ونهجه..
(٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 ... » »»
الفهرست