المناظرات بين فقهاء السنة وفقهاء الشيعة - مقاتل بن عطية - الصفحة ٣١
6 - إن كتبهم تروي عن أبي هريرة وأمثاله من الأباطيل.
قال الملك: دعوا هذا الموضوع وانتقلوا إلى موضوع آخر.
قال العلوي: ثم إن السنة ينسبون إلى رسول الله (ص) ما لا يجوز حتى على الإنسان العادي!
قال العباسي: مثل ماذا؟
قال العلوي مثل أنهم يقولون: إن سورة * (عبس وتولى) * نزلت في شأن الرسول!
قال العباسي: وما المانع من ذلك؟
قال العلوي: المانع قول الله تعالى: * (وإنك لعلى خلق عظيم) * وقوله: * (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) *، فهل يعقل أن الرسول الذي يصفه الله تعالى بالخلق العظيم ورحمة للعالمين أن يفعل بذلك الأعمى المؤمن هذا العمل الإنساني؟
قال الملك: غير معقول أن يصدر هذا العمل من رسول الإنسانية ونبي الرحمة، فإذن أيها العلوي: فيمن نزلت هذه السورة؟
قال العلوي: الأحاديث الصحيحة الواردة عن أهل بيت النبي الذين نزل القرآن في بيوتهم تقول إنها نزلت في عثمان بن عفان، وذلك لما دخل عليه ابن أم مكتوم فأعرض عنه عثمان وأدار ظهره إليه (1).
وهنا انبرى السيد جمال الدين (وهو من علماء الشيعة وكان حاضرا في المجلس) وقال: قد وقعت لي قصة مع هذه السورة وذلك: أن أحد علماء النصارى قال لي: إن نبينا عيسى أفضل من نبيكم محمد (ص) قلت لماذا؟
قال: لأن نبيكم كان سيئ الأخلاق يعبس للعميان ويدير إليهم ظهره، بينما نبينا عيسى كان حسن الأخلاق يبرئ الأكمه والأبرص.

(١) أنظر تفسير هذه السورة في كتب التفسير الخاصة بالشيعة مثل كتاب مجمع البيان في تفسير القرآن، وكتاب الميزان في تفسير القرآن.
(٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 ... » »»
الفهرست