المناظرات بين فقهاء السنة وفقهاء الشيعة - مقاتل بن عطية - الصفحة ١١٢
فإن قيل: المراد بنصبهم أنه أوجب عليهم طاعتهم فإذا أطاعوهم هدوهم، ولكن الخلق عصوهم.
فيقال: لم يحصل - بمجرد ذلك - في العالم لا لطف ولا رحمة، بل حصل تكذيب الناس لهم ومعصيتهم إياهم والمنتظر ما انتفع به من أقر به ولا من جحده.
وأما سائر الاثني عشر - سوى علي (رضي الله عنه) - فكانت المنفعة بأحدهم كالمنفعة بأمثاله من أئمة الدين والعلم. وأما المنفعة المطلوبة من أولي الأمر فلم تحصل بهم. فتبين أن ما ذكرته من اللطف تلبيس وكذب (1).
ابن مطهر: أخذ المعصومون عن جدهم (2).
ابن تيمية: إنما تعلموا حديث جدهم من العلماء، وهذا متواتر، فعلي بن الحسين يروي عن أبان بن عثمان عن أسامة بن زيد، ومحمد بن علي يروي عن جابر وغيره.
وما فيهم من أدرك النبي (ص) إلا علي وولداه.
وهذا علي يقول: إذا حدثتكم عن رسول الله (ص) فوالله لأن أخر من السماء إلى الأرض، أحب إلي من أن أكذب عليه. وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فإن الحرب خدعة، ولهذا كان يقول القول ويرجع عنه. وكتب الشيعة مملوءة بالروايات المختلفة عن الأئمة (3).

(١) هذا الكلام يؤكد ما أشرنا إليه سابقا من أن ابن تيمية لا يعترف بفضل آل البيت ولا بمكانتهم بل يحقر من شأنهم ويرى أن الحكام حصلت بهم منفعة لم تحصل بآل البيت ويلاحظ أن جملة (سوى علي) من صنع واضع المناقشة ولا وجود لها في كلام ابن تيمية.. ويبدو أن صاحبنا استدركها عليه من باب ستر العورات..
(2) هذا نص مبتور من كلام ابن المطهر ويؤكد نهج الانتقاء الذي سار عليه صانع المناقشة. وهو نص لا يلائم سابقه من الكلام. والهدف من وضعه بهذه الصورة هو الحط من قدر ابن المطهر وإظهاره بمظهر المنهزم أمام ابن تيمية..
(3) وقع ابن تيمية بهذا الكلام في مغالطة إذا احتج على ابن المطهر بما ليس هو حجة عليه بادعاء أن أئمة آل البيت تعلموا من فقهاء السنة وأخذوا عنهم ورووا عن الصحابة وهو غير صحيح وغير ثابت عند الشيعة الذين يأخذون العلم من أئمة آل البيت الذين نقلوه عن رسول الله مباشرة دون وسيط وهو ما ينكره ابن تيمية بروايات أهل السنة والمفروض أن يحتج بروايات الشيعة لا أن يحتج برواياته هو.. وإذا كانت كتب الشيعة مملوءة بالروايات المنسوبة لأئمة آل البيت فلماذا لم يحتج ابن تيمية بشئ منها؟
(١١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 108 109 111 112 113 115 116 117 118 ... » »»
الفهرست