المناظرات بين فقهاء السنة وفقهاء الشيعة - مقاتل بن عطية - الصفحة ١٠٥
وهذا المصنف سمى كتابه (منهاج الكرامة في معرفة الإمامة) وهو خليق بأن يسمى منهاج الندامة. كما أن من ادعى الطهارة وهو من الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم بل من أهل الجبت والطاغوت والنفاق. كان وصفه بالنجاسة والتكدير أولى من وصفه بالتطهير.. (1).
ويظهر لنا من هذا الكلام أن ابن تيمية رد على كتاب ابن المطهر الذي أتى به إليه بعض أنصاره. فمن ثم هو لم ير الرجل ولم يناظره..
وسوف نعرض من خلال كلام ابن تيمية وردوده ما يثبت بطلان دعواه وجهله وتسرعه بالحكم على المخالفين ووقوعه في التناقض. ومحاولة التشويش والتعمية على الأدلة الصحيحة والصريحة.. (2).
نص المناقشة ابن المطهر: الإمامة هي أهم المطالب في أحكام الدين، والتي يحصل بسبب إدراكها نيل درجة الكرامة، وهي أحد أركان الإيمان المستحق بسببه للخلود في الجنان. فقد قال رسول الله (ص) (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية) (3).

(١) ذكر ابن حجر في كتاب الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة في معرض الحديث عن ترجمة ابن المطهر على لسان السخاوي أن ابن المطهر لما حج اجتمع هو وابن تيمية وتذاكرا فأعجب ابن تيمية كلامه فقال له: من تكون يا هذا؟
قال أنا الذي تسميه ابن المنجس فحصل بينهما أنس ومباسطة.. (ج ٢ / ٢٧).
(٢) قال ابن ابن حجر في الدرر حول ابن المطهر: له كتاب في الإمام رد عليه ابن تيمية.. إلا أنه تحامل في مواضع عديدة ورد أحاديث موجودة..
وقال في لسان الميزان ج ٦ / ٣١٩: طالعت رد ابن تيمية على الحلي فوجدته كثير التحامل في رد الأحاديث التي يوردها ابن المطهر الحلي، ورد في رده كثيرا من الأحاديث الجياد..
(٣) يظهر لنا من خلال هذا الكلام الذي افتتحت به هذه المناقشة المزعومة أنه كلام بلا مقدمات وبدا وكأنه مقتطع من وسط كلام مجمل عن الإمامة أورده ابن المطهر في كتابه (منهاج الكرامة) من هنا فإن مدخل المناقشة يثير الشك وهو ما يؤكد أنها مختلقة ومصنوعة بأيدي مغرضة. وقد تتبعت نصوص ابن المطهر حول الإمامة التي أوردها ابن تيمية في كتابه (منهاج السنة) فكانت كما يلي نقلا على لسان ابن تيمية في افتتاحية كتابه: قال المصنف الرافضي: أما بعد فهذه رسالة شريفة ومقالة لطيفة اشتملت على أهم المطالب في أحكام الدين وأشرف مسائل المسلمين وهي مسألة الإمامة التي يحصل بسبب إدراكها نيل درجة الكرامة وهي أحد أركان الإيمان المستحق بسببه الخلود في الجنان والتخلص من غضب الرحمن. فقد قال رسول الله (ص): من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية..
هذا هو النص الحرفي لكلام ابن المطهر في مقدمة كتابه كما أوردها ابن تيمية.
وهذا الكلام إنما هو يعكس لنا عقيدة الشيعة في الإمامة وكونها من أصول الدين عندهم والواجب هو الاطلاع على أدلتهم حول هذه القضية ومناقشة هذه الأدلة لا اللجوء إلى إصدار الأحكام العمومية المتعصبة غير الحيادية والتي لا تقوم على أساس علمي كما سوف يتضح لنا من خلال استعراض ردود ابن تيمية..
وما نريد توكيده هنا أنه بمقارنة النص الذي افتتحت به هذه المناقشة بالنص الوارد على لسان ابن المطهر في افتتاحية كتاب ابن تيمية يتبين لنا مدى التحريف والعبث الذي لجأ إليه صانع هذه المناظرة المزعومة وهو ما سوف يتضح لنا أكثر من خلال استعراض النصوص القادمة المنسوبة لابن المطهر..
(١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 100 101 102 103 104 105 106 108 109 111 112 ... » »»
الفهرست