ومنه الحديث " وقطع مذاكيره " أي استأصل ذكره، وإنما جمع على ما حوله كقولهم " شابت مفارق رأسه ".
ومثله " غسل مذاكيره ".
وفي الحديث " كنت ذكورا فصرت نسيا " أراد المبالغة في الذكر والنسيان وفيه " إن عليا عليه السلام يذكر فاطمة " أي يخطبها ويتعرض لخطبتها.
ذ ك و قوله تعالى: (إلا ما ذكيتم) [5 / 3] أي إلا مما أدركتم ذبحه على التمام، ومعنى " ذكيتم " ذبحتم، أي قطعتم الأوداج وذكرتم اسم الله عليه إذا ذبحتموه.
وفي حديث السمك: " ذكاها الله لبني آدم " هو كناية عن إحلال السمك لهم من غير تذكية.
و " التذكية " الذبح والنحر، والاسم " الذكاة "، والمذبوح " ذكي ".
وفي الحديث المشهور بين الفريقين:
" ذكاة الجنين ذكاة أمه " (1). قال في النهاية: ويروى هذا الحديث بالرفع والنصب، فمن رفعه جعله خبر المبتدأ الذي هو " ذكاة الجنين "، فتكون ذكاة الأم هي ذكاة الجنين، فلا يحتاج إلى ذبح مستأنف، ومن نصب كان التقدير:
" ذكاة الجنين كذكاة أمه " فلما حذف الجار نصب، أو على تقدير: " يذكى تذكية مثل ذكاة أمه " فحذف المصدر وصفته وأقام المضاف إليه مقامه، فلا بد عنده من ذبح الجنين إذا خرج حيا. ومنهم من يرويه بنصب الذكاتين، أي ذكوا الجنين كذكاة أمه - انتهى.
في الحديث: " كل يابس ذكي " (2) أي طاهر، ومنه: " ذكاة الأرض يبسها " أي طهارتها من النجاسة.