مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٢ - الصفحة ٨٨
وفى الحديث نهى عن قتل الذراري، وخصهم بالحمل لضعفهم، ولأنهم لا قوة لهم على السفر كقوة الرجال، و (من مثله) أي من مثل الفلك ما يركبون، يعني الإبل وهي سفن البر، وقيل:
(الفلك المشحون) سفينة نوح (ع)، و (من مثله) أي مثل ذلك الفلك ما يركبون من السفن والزوارق (1).
قوله تعالى: (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان ألحقنا بهم ذريتهم) [52 / 21] روى عن الصادق (ع) قال: " قصرت الأبناء عن الآباء فألحقوا الأبناء بالآباء لتقر أعينهم " (2).
وعنه (ع) أنه قال: " إن الله تبارك وتعالى أكفل إبراهيم وسارة أطفال المؤمنين يغذونهم بشجرة في الجنة لها أخلاف كأخلاف البقر في قصرة من درة، فإذا كان يوم القيامة ألبسوا وطيبوا وأهدوا إلى آبائهم، فهم ملوك في الجنة مع آبائهم، وهو قول الله تعالى: (والذين آمنوا وأتبعناهم ذرياتهم بايمان ألحقنا بهم ذرياتهم) " (1).
وقال الشيخ أبو علي (ره) في تفسير الآية: (والذين آمنوا) عطف على (حور عين) أي وبالذين آمنوا، أي بالرفقاء والجلساء، فيتمتعون تارة بملاعبة الحور وتارة بمؤانسة الاخوان، وقرئ (واتبعتهم وذريتهم) ذرياتهم وأتبعناهم ذرياتهم وألحقنا بهم ذريتهم وذرياتهم - انتهى.
وعن النبي صلى الله عليه وآله: " المؤمنون وأولادهم في الجنة " وقرأ هذه الآية (2).
والمعنى: ان الله سبحانه يجمع لهم أنواع السرور بسعادتهم في أنفسهم وبمزاوجة

(١) انظر مجمع البيان ج ٤ ص ٤٢٦ (٢) البرهان ج ٤ ص ٢٤١.
(٣) البرهان ج ٤ ص ٢٤٢. ويلاحظ ان الآية الكريمة وردت في الحديث موافقة لقراءة أبى عمرو: (٤) الدر المنثور ج ٦ ص ١١٩.
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب د 3
2 باب ذ 80
3 باب ر 112
4 باب ز 263
5 باب س 315
6 باب ش 471
7 باب ص 575