مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٢ - الصفحة ٥٣٥
وعن الباقر عليه السلام والصادق عليه السلام أنه كان إذا أصبح وأمسى يقول " اللهم ما أصبح بي من نعمة من دين أو دنيا فمنك وحدك لا شريك لك لك الحمد ولك الشكر بها علي حتى ترضى وبعد الرضا " كان يقولها إذا أصبح ثلاثا وإذا أمسى ثلاثا، فهذا شكره (1).
قوله: (ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم) [4 / 147] قال المفسر:
فإن قلت لما تقدم الشكر على الايمان؟
قلت: لان العاقل ينظر إلى ما عليه من النعمة العظيمة في خلقه وتعريضه للمنافع فيشكر شكرا مبهما، فإذا انتهى بالنظر إلى معرفة المنعم آمن به ثم شكر شكرا مفصلا. فكأن الشكر متقدما على الايمان وكأنه أصل التكليف ومداره.
قوله: (لا نريد منكم جزاءا ولا شكورا) [76 / 9] هو بالضم يحتمل أن يكون مصدرا مثل قعد قعودا، ويحتمل أن يكون جمعا كبرد وبرود.
و " الشكور " بالفتح من أسمائه تعالى، وهو الذي يزكو عنده القليل من أعمال العباد فيضاعف لهم الجزاء، فشكره لعباده مغفرته لهم.
و " الشكور " من أبنية المبالغة.
قوله: (وكان الله شاكرا عليما) [4 / 147] يعني لم يزل الله مجازيا لكم على الشكر، فسمي الجزاء باسم المجزي عليه، فالشكر من الله لعباده المجازاة والثناء الجميل.
وشكرت الله: اعترفت بنعمته، فعلت ما يجب من فعل الطاعة وترك المعصية، ويتعدى في الأكثر باللام فيقال شكرت له شكرا، وربما تعدي بنفسه فيقال شكرته، وأنكره الأصمعي في السعة.
وفي الخبر " لا يشكر الله من لا يشكر الناس " يعني لا يقبل الله شكر العبد على إحسانه إذا كان لا يشكر إحسان الناس ويكفر معروفهم، لاتصال أحد الامرين بالآخر.
ش ك س قوله تعالى: (شركاء متشاكسون)

(٥٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 530 531 532 533 534 535 536 537 538 539 540 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب د 3
2 باب ذ 80
3 باب ر 112
4 باب ز 263
5 باب س 315
6 باب ش 471
7 باب ص 575