مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٢ - الصفحة ٤٦١
وهيأتها للنفخ، ومثله (خلق فسوى) [75 / 38] فإنها من التسوية، وهي عبارة عن التعديل والوضع والهيئة التي عليها الشئ.
قوله تعالى: (رفع سمكها فسواها) [79 / 28] السمك الارتفاع وهو مقابل العمق، لأنه ذهاب الجسم بالتأليف إلى جهة العلو، وبالعكس صفة العمق، والتسوية هي جعل أحد الشيئين على مقدار الآخر في نفسه أو في حكمه.
قوله تعالى، (ثم استوى إلى السماء) [2 / 29] يعني قصد، وكل من فرغ من شئ وعمد ا لي غيره فقد استوى إليه.
وعن ابن عباس: صعد أمره. وفى حديث علي (ع): " (ثم استوى إلى السماء) أي أخذ في خلقها وإتقانها (فسواهن سبع سموات وهو بكل شئ عليم) " (1)، قوله تعالى: (الرحمن على العرش استوى) [20 / 5] أي استوى من كل شئ، فليس شئ أقرب إليه من شئ - كذا في الحديث (2) أو استولى كما يقال: " استوى بشر على العراق " أي استولى من غير سيف ودم يهريقه.
قوله تعالى، (قل لا يستوى الخبيث والطيب) [5 / 100] أي (قل) يا محمد (لا يستوي الخبيث والطيب) أي الحلال والحرام (ولو أعجبك) أيها السامع وأيها الانسان (كثرة الخبيث) أي كثرة ما تراه من الحرام لأنه لا يكون في الكثير من الحرام بركة ويكون في القليل من الحلال بركة.
قوله تعالى: (ذو مرة فاستوى) [53 / 6] يعني جبرئيل استقام على صورته الحقيقية دون الصورة التي كان يتمثل بها كلما هبط بالوحي، وكان يأتيه بصورة الآدميين فأحب رسول الله صلى الله عليه وآله أن يراه في صورته التي جبل عليها فاستوى له (3).

(١) البرهان ج ١ ص ٧٢. (2) تفسير علي بن إبراهيم ص 418.
(3) انظر تفاصيل رؤية النبي صلى الله عليه وآله لجبرئيل في ص 163 من هذا الكتاب.
(٤٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 456 457 458 459 460 461 462 463 464 465 466 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب د 3
2 باب ذ 80
3 باب ر 112
4 باب ز 263
5 باب س 315
6 باب ش 471
7 باب ص 575