مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٢ - الصفحة ٤٦٤
عن تغلب: من قال بغير اللفظ الذي جاء به امرئ القيس فقد أخطأ - يعني بغير لا - قال: ووجه ذلك أن " لا سيما " تركبا وصارا كالكلمة الواحدة وتساق لترجيح ما بعدها على ما قبلها فيكون كالمخرج عن مساواته إلى التفضيل، فقولهم:
" تستحب الصدقة في شهر رمضان لا سيما في العشر الأواخر " معناه واستحبابها في العشر الأواخر آكد وأفضل، فهو مفضل على ما قبله، ومثله حكى عن ابن حاجب وابن فارس وغيرهما، ثم قال: إذا تقرر ذلك فلو قيل: سيما في العشر الأواخر بدون لا اقتضى التسوية وبقي المعنى على التشبيه دون التفضيل، فيكون التقدير وتستحب الصدقة في شهر رمضان مثل استحبابها في العشر الأواخر، ولا يخفى ما فيه - انتهى.
س ى أ في الحديث: " لا تسلم ابنك سياء " (1) بالياء المثناة التحتانية زنة فعال، وفسر فيه بمن يبيع الأكفان ويتمنى موت الناس، ولعله من السوء والمساءة - كما ذكر في المجمع.
س ى ب قوله تعالى (ولا سائبة) [5 / 103] السائبة هو البعير الذي يسيب، كان الرجل يقول: إذا قدمت من سفري أو برئت من مرضي فناقتي سائبة، فكانت كالبحيرة في تحريم الانتفاع بها.
وفي الحديث ذكر السائبة، وهو العبد يعتق ولا يكون لمعتقه عليه ولاء ولا عقل بينهما ولا ميراث، فيضع ماله حيث شاء.
وفي حديث عمار بن أبي الأحوص قال: سألت أبا جعفر (ع) عن السائبة؟
قال: أنظر في القرآن فما كان فيه تحرير رقبته فذلك باعمار السائبة التي لا ولاء لاحد من المسلمين عليه إلا الله عز وجل.
وفيه " سألته عن السائبة؟ قال:
هو الرجل يعتق غلامه ثم يقول له:
إذهب حيث شئت ليس لي من أمرك شئ ولا علي جريرتك، ويشهد على ذلك شاهدين ".

(1) معاني الاخبار ص 150.
(٤٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 459 460 461 462 463 464 465 466 467 468 469 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب د 3
2 باب ذ 80
3 باب ر 112
4 باب ز 263
5 باب س 315
6 باب ش 471
7 باب ص 575