مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٢ - الصفحة ١٦٦
تهون على العبد مفارقة الدنيا ويقطع عنها علاقته، حتى إذا أيس منها تحقق رجاؤه بما عند الله فاشتاق إلى دار الكرامة فأخذ المؤمن عما تشبث به من حب الدنيا شيئا فشيئا بالأسباب التي أشرنا إليها فضاهى فعل التردد من حيث الصفة فعبر به عنه.
وفي حديث الفطرة " يعطي بعض عياله ثم يعطي الآخر عن نفسه يرددونها بينهم " (1) أي يكررونها على هذه الصفة.
و " يردد عليه قل هو الله أحد " أي يكررها.
ولم يرد عليه شيئا: أي لم يرد عليه جوابا.
واسترده الشئ: سأله أن يرده عليه.
و " المرتد " من ارتد عن الاسلام إلى الكفر، وهو نوعان فطري وملي.
وفي الحديث: كل مسلم بين مسلمين ارتد عن الاسلام وجحد محمدا صلى الله عليه وآله نبوته وكذبه فإن دمه مباح لكل من سمع ذلك منه، وامرأته باينة منه، فلا تقربه، ويقسم ماله على ورثته، وتعتد امرأته عدة المتوفى عنها زوجها، وعلى الامام أن يقتله إن أتي به إليه ولا يستتيبه ".
وفيه عن الباقر عليه السلام " إن المرتد عن الاسلام تعزل عنه امرأته ولا تؤكل ذبيحته ويستناب ثلاثا فإن رجع وإلا قتل " قال الصدوق رحمه الله: يعني ذلك المرتد الذي ليس بابن مسلمين.
وعن الصادق عليه السلام في المرتدة عن الاسلام؟ قال: " لا تقتل وتستخدم خدمة شديدة وتمنع من الطعام والشراب إلا ما تمسك به نفسها وتلبس أخشن الثياب وتضرب على الصلوات ".
وفي حديث آخر " لم تقتل ولكن تحبس أبدا ".
و " الردة " بالكسر والتشديد: اسم من الارتداد. وأصحاب الردة على ما نقل كانوا صنفين صنف ارتدوا عن الدين وكانوا طائفتين: إحداهما أصحاب مسيلمة، والأخرى ارتدوا عن الاسلام وعادوا إلى ما كانوا عليه في الجاهلية واتفقت الصحابة على قتالهم وسبيهم واستولد على منهم الحنفية، والصنف الثاني لم يرتدوا

(١٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب د 3
2 باب ذ 80
3 باب ر 112
4 باب ز 263
5 باب س 315
6 باب ش 471
7 باب ص 575