مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٢ - الصفحة ١٦٥
تم ههنا تمنيهم ثم ابتدوا ولا نكذب أي ونحن لا نكذب بآيات ربنا ونؤمن، ويجوز أن يكون معطوفا على نرد أو حالا على معنى يا ليتنا نرد غير مكذبين وكائنين من المؤمنين، فيدخل تحت حكم التمني. وقرئ لا نكذب ونكون بالنصب بإضمار أن على جواز التمني، ومعناه إن ترددنا لم نكذب ونكن من المؤمنين.
قوله: (إن هذا لشئ يراد) [38 / 6] أي هذا الامر من نوائب الدهر يراد بنا فلا مرد له، أو ان ما قصده محمد من الرياسة والترفع على العرب والعجم شئ يريده كل أحد.
قوله: (لا مرد له) [30 / 43] أي لا مصرف له، من قولهم رد الشئ عن وجهه يرده ردا ومردا: صرفه.
والرد يدي الرد، ومنه الخبر " لا رديدى في الصدقة " أي لا رد فيها.
وفي الحديث " لا يرد القضاء إلا الدعاء " أي لا يصرفه ويدفعه ويهونه الا الدعاء.
وفيه " لا تردوا السائل ولو بظلف " (1) أي لا تردوه رد حرمان بلا شئ ولو أنه ظلف.
ورد عليه الشئ: إذا لم يقبله.
وأمر رد: أي مردود.
وترد بها الفتى: أي تجمع ما ألفته من الأهل والوطن والأليف الصاحب.
و " ردت عليه الشمس مرتين " قيل ردت له صبيحة الاسراء وفي الخندق، وردت على علي مرتين أيضا وهو مشهور متواتر.
والتردد في الامر معلوم.
وفي الحديث القدسي " ما ترددت في شئ أنا فاعله كترددي في قبض روح عبدي المؤمن، إنني لأحب لقاءه ويكره الموت فأصرفه عنه " وحيث أن التردد في الامر من الله محال لأنه من صفات المخلوقين احتيج في الحديث إلى التأويل، وأحسن ما قيل فيه هو أن التردد وسائر صفات المخلوقين كالغضب والحياء والمكر إذا أسندت إليه تعالى يراد منها الغايات لا المبادئ، فيكون المراد من معنى التردد في هذا الحديث إزالة كراهة الموت عنه، وهذه الحالة يتقدمها أحوال كثيرة من مرض وهرم وزمانة وفاقة وشدة بلاء

(١٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب د 3
2 باب ذ 80
3 باب ر 112
4 باب ز 263
5 باب س 315
6 باب ش 471
7 باب ص 575