شرح ابن عقيل - ابن عقيل الهمداني - ج ١ - الصفحة ٥٠٣
(2) وإخلاص الضم، نحو " قول، وبوع " ومنه قوله:
155 - ليت، وهل ينفع شيئا ليت؟
ليت شبابا بوع فاشتريت وهي لغة بني دبير وبني فقعس [وهما من فصحاء بني أسد].
155 - ينسب هذا البيت لرؤبة بن العجاج، وقد راجعت ديوان أراجيزه فوجدت في زياداته أبياتا منها هذا البيت، وهي قوله:
يا قوم قد حوقلت أو دنوت * وبعض حيقال الرجال الموت مالي إذا أجذبها صأيت * أكبر قد عالني أو بيت ليت، وهل ينفع شيئا ليت *؟ ليت شبابا....
وقد روى أبو علي القالي في أماليه (1 - 20 طبع الدار) البيتين السابقين على بيت الشاهد، ولم ينسبهما، وقال أبو عبيد البكري في التنبيه (97): " هذا راجز يصف جذبه للدلو " اه، ولم يعينه أيضا.
اللغة: " حوقلت " ضعفت وأصابني الكبر " دنوت " قربت " حيقال " هو مصدر حوقل " أجذبها " أراد أنزع الدلو من البئر " صأيت " صحت، مأخوذ من قولهم:
صأى الفرخ، إذا صاح صياحا ضعيفا، وأراد بذلك أنينه من ثقل الدلو عليه " قد عالني " غلبني وقهرني وأعجزني، وفي رواية أبي علي القالي * أكبر غيرني. * " أم بيت " يريد أم زوجة، وذلك لان العزب أقوى وأشد " ينفع شيئا ليت " قد قصد لفظ ليت هذه قصيرها اسما وأعربها وجعلها فاعلا، ومثل هذا في " ليت " - قول الشاعر:
ليت شعري، وأين مني ليت؟ * إن ليتا وإن لوا عناء ومثله قول عمر بن أبي ربيعة المخزومي:
ليت شعري، وهل يردن ليت؟ * هل لهذا عند الرباب جزاء؟
وقول الآخر:
ليت شعري مسافر بن أبي عمرو *، وليت يقولها المحزون ونظيره في " لو " إذ قصد لفظها وجعلت اسما قول الآخر:
ألام على لو، ولو كنت عالما * بأذناب لو لم تفتني أوائله الاعراب: " ليت " حرف تمن ونصب " وهل " حرف استفهام المقصود منه النفي " ينفع " فعل مضارع " شيئا " مفعول به لينفع " ليت " قصد لفظه: فاعل ينفع، والجملة لا محل لها معترضة " ليت " حرف تمن مؤكد للأول " شبابا " اسم ليت الأول " بوع " فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على شباب، والجملة في محل رفع خبر ليت الأول " فاشتريت " فعل وفاعل، وجملتهما معطوفة بالفاء على جملة بوع.
الشاهد فيه: قوله " بوع " فإنه فعل ثلاثي معتل العين، فلما بناه للمجهول أخلص ضم فائه، وإخلاص ضم الفاء لغة جماعة من العرب منهم من حكى الشارح، ومنهم بعض بني تميم، ومنهم ضبة، وحكيت عن هذيل.