شرح ابن عقيل - ابن عقيل الهمداني - ج ١ - الصفحة ٣٨٧
أحد أربعة أشياء.
الأول: " قد " كقوله تعالى: (ونعلم أن قد صدقتنا).
الثاني: حرف التنفيس، وهو السين أو سوف، فمثال السين قوله تعالى:
(علم أن سيكون منكم مرضى) ومثال " سوف " قول الشاعر:
106 - واعلم فعلم المرء ينفعه * أن سوف يأتي كل ما قدرا .
106 - هذا البيت أنشده أبو علي الفارسي وغيره، ولم ينسبه أحد منهم إلى قائل معين، والبيت من الكامل، وقد وهم العيني رحمه الله في زعمه أنه من الرجز المسدس.
الاعراب: " واعلم " فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت " فعلم " مبتدأ، وعلم مضاف، و " المرء " مضاف إليه " ينفعه " ينفع: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على " علم " والهاء مفعول به لينفع، والجملة من ينفع وفاعله في محل رفع خبر المبتدأ " أن " مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير شأن محذوف وجوبا " سوف " حرف تنفيس " يأتي " فعل مضارع " كل " فاعل يأتي، والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر أن، وكل مضاف، و " ما " اسم موصول مضاف إليه " قدرا " قدر: فعل ماض مبني للمجهول، والألف للاطلاق، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على " ما " والجملة من قدر ونائب فاعله لا محل لها من الاعراب صلة الموصول.
الشاهد فيه: قوله " أن سوف يأتي " حيث أتى بخبر " أن " المخففة من الثقيلة جملة فعلية، وليس فعلها دعاء، وقد فصل بين " أن " وخبرها بحرف التنفيس، وهو " سوف ".
ومثل هذا البيت قول الفرزدق:
أبيت أمني النفس أن سوف نلتقي وهل هو مقدور لنفسي لقاؤها