لسان العرب - ابن منظور - ج ١٥ - الصفحة ٤٨١
ضارب وضاربة، وكريم وكريمة، والثاني للفرق بين المذكر والمؤنث في الجنس نحو امرئ وامرأة، والثالث للفرق بين الواحد والجمع مثل تمرة وتمر وبقرة وبقر، والرابع لتأنيث اللفظة وإن لم يكن تحتها حقيقة تأنيث نحو قربة وغرفة، والخامس للمبالغة مثل علامة ونسابة في المدح وهلباجة وفقاقة في الذم، فما كان منه مدحا يذهبون بتأنيثه إلى تأنيث الغاية والنهاية والداهية، وما كان ذما يذهبون فيه إلى تأنيث البهيمة، ومنه ما يستوي فيه المذكر والمؤنث نحو رجل ملولة وامرأة ملولة، والسادس ما كان واحدا من جنس يقع على المذكر والأنثى نحو بطة وحية، والسابع تدخل في الجمع لثلاثة أوجه: أحدها أن تدل على النسب نحو المهالبة، والثاني أن تدل على العجمة نحو الموازجة والجواربة وربما لم تدخل فيه الهاء كقولهم كيالج، والثالث أن تكون عوضا من حرف محذوف نحو المرازبة والزنادقة والعبادلة، وهم عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير. قال ابن بري:
أسقط الجوهري من العبادلة عبد الله بن عمرو بن العاص، وهو الرابع، قال الجوهري: وقد تكون الهاء عوضا من الواو الذاهبة من فاء الفعل نحو عدة وصفة، وقد تكون عوضا من الواو والياء الذاهبة من عين الفعل نحو ثبة الحوض، أصله من ثاب الماء يثوب ثوبا، وقولهم أقام إقامة وأصله إقواما، وقد تكون عوضا من الياء الذاهبة من لام الفعل نحو مائة ورئة وبرة، وها التنبيه قد يقسم بها فيقال: لاها الله ما فعلت أي لا والله، أبدلت الهاء من الواو، وإن شئت حذفت الألف التي بعد الهاء، وإن شئت أثبت، وقولهم: لاها الله ذا، بغير ألف، أصله لا والله هذا ما أقسم به، ففرقت بين ها وذا وجعلت اسم الله بينهما وجررته بحرف التنبيه، والتقدير لا والله ما فعلت هذا، فحذف واختصر لكثرة استعمالهم هذا في كلامهم وقدم ها كما قدم في قولهم ها هو ذا وهأنذا، قال زهير:
تعلما ها لعمر الله ذا قسما، فاقصد بذرعك وانظر أين تنسلك (* في ديوان النابغة: تعلمن بدل تعلما) وفي حديث أبي قتادة، رضي الله عنه، يوم حنين: قال أبو بكر، رضي الله عنه: لاها الله إذا لا يعمد إلى أسد من أسد الله يقاتل عن الله ورسوله فيعطيك سلبه، هكذا جاء الحديث لاها الله إذا، (* قوله لاها الله إذا ضبط في نسخة النهاية بالتنوين كما ترى.)، والصواب لاها الله ذا بحذف الهمزة، ومعناه لا والله لا يكون ذا ولا والله الأمر ذا، فحذف تخفيفا، ولك في ألف ها مذهبان: أحدهما تثبت ألفها لأن الذي بعدها مدغم مثل دابة، والثاني أن تحذفها لالتقاء الساكنين.
وهاء: زجر للإبل ودعاء لها، وهو مبني على الكسر إذا مددت، وقد يقصر، تقول هاهيت بالإبل إذا دعوتها كما قلناه في حاحيت، ومن قال ها فحكى ذلك قال هاهيت.
وهاء أيضا: كلمة إجابة وتلبية، وليس من هذا الباب. الأزهري:
قال سيبويه في كلام العرب هاء وهاك بمنزلة حيهل وحيهلك، وكقولهم النجاك، قال: وهذه الكاف لم تجئ علما للمأمورين والمنهيين والمضمرين، ولو كانت علما لمضمرين لكانت خطأ لأن المضمر هنا فاعلون، وعلامة الفاعلين الواو كقولك افعلوا، وإنما هذه الكاف تخصيصا وتوكيدا وليست باسم، ولو كانت اسما لكان
(٤٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 476 477 478 479 480 481 482 483 484 485 486 ... » »»
الفهرست