لسان العرب - ابن منظور - ج ١٥ - الصفحة ٤٥٧
قال: إنا لنقولها في كلامنا قبح الله ذا فا، قال أبو منصور: وكلام العرب هو الأول، وذا نادر. قال ابن كيسان: الأسماء التي رفعها بالواو ونصبها بالألف وخفضها بالياء هي هذه الأحرف: يقال جماء أبوك وأخوك وفوك وهنوك وحموك وذو مال، والألف نحو قولك رأيت أباك وأخاك وفاك وحماك وهناك وذا مال، والياء نحو قولك مررت بأبيك وأخيك وفيك وحميك وهنيك وذي مال. وقال الليث في تأنيث ذو ذات: تقول هي ذات مال، فإذا وقفت فمنهم من يدع التاء على حالها ظاهرة في الوقوف لكثرة ما جرت على اللسان، ومنهم من يرد التاء إلى هاء التأنيث، وهو القياس، وتقول: هي ذات مال وهما ذواتا مال، ويجوز في الشعر ذاتا مال، والتمام أحسن. وفي التنزيل العزيز: ذواتا أفنان، وتقول في الجمع: الذوون. قال الليث: هم الأدنون والأولون، وأنشد للكميت:
وقد عرفت مواليها الذوينا أي الأخصين، وإنما جاءت النون لذهاب الإضافة. وتقول في جمع ذو:
هم ذوو مال، وهن ذوات مال، ومثله: هم ألو مال، وهن ألات مال، وتقول العرب: لقيته ذا صباح، ولو قيل: ذات صباح مثل ذات يوم لحسن لأن ذا وذات يراد بهما وقت مضاف إلى اليوم والصباح.
وفي التنزيل العزيز: فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم، قال أبو العباس أحمد بن يحيى: أراد الحالة التي للبين، وكذلك أتيتك ذات العشاء، أراد الساعة التي فيها العشاء وقال أبو إسحق: معنى ذات بينكم حقيقة وصلكم أي اتقوا الله وكونوا مجتمعين على أمر الله ورسوله، وكذلك معنى اللهم أصلح ذات البين أي أصلح الحال التي بها يجتمع المسلمون. أبو عبيد عن الفراء: يقال لقيته ذات يوم وذات ليلة وذات العويم وذات الزمين، ولقيته ذا غبوق، بغير تاء، وذا صبوح. ثعلب عن ابن الأعرابي: تقول أتيته ذات الصبوح وذات الغبوق إذا أتيته غدوة وعشية، وأتيته ذا صباح وذا مساء، قال: وأتيتهم ذات الزمين وذات العويم أي مذ ثلاثة أزمان وأعوام. ابن سيده: ذو كلمة صيغت ليتوصل بها إلى الوصف بالأجناس، ومعناها صاحب أصلها ذوا، ولذلك إذا سمى به الخليل وسيبويه قالا هذا ذوا قد جاء، والتثنية ذوان، والجمع ذوون.
والذوون: الأملاك الملقبون بذو كذا، كقولك ذو يزن وذو رعين وذو فائش وذو جدن وذو نواس وذو أصبح وذو الكلاع، وهم ملوك اليمن من قضاعة، وهم التبابعة، وأنشد سيبويه قول الكميت:
فلا أعني بذلك أسفليكم، ولكني أريد به الذوينا يعني الأذواء، والأنثى ذات، والتثنية ذواتا، والجمع ذوون، والإضافة إليها ذوي (* قوله والإضافة إليها ذوي كذا في الأصل، وعبارة الصحاح: ولو نسبت إليه لقلت ذووي مثل عصوي وسينقلها المؤلف.)، ولا يجوز في ذات ذاتي لأن ياء النسب معاقبة لهاء التأنيث. قال ابن جني:
وروى أحمد بن إبراهيم أستاذ ثعلب عن العرب هذا ذو زيد، ومعناه هذا زيد أي هذا صاحب هذا الاسم الذي هو زيد، قال الكميت:
إليكم، ذوي آل النبي، تطلعت نوازع من قلبي ظماء وألبب أي إليكم أصحاب هذا الاسم الذي هو قوله ذوو آل
(٤٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 452 453 454 455 456 457 458 459 460 461 462 ... » »»
الفهرست