لسان العرب - ابن منظور - ج ١٥ - الصفحة ٣٦٦
أقمر تطليه بزعفران، كأن فيه فلق الرمان فكنى عن الحر بالهن، فافهمه. وقولهم: يا هن أقبل يا رجل أقبل، ويا هنان أقبلا ويا هنون أقبلوا، ولك أن تدخل فيه الهاء لبيان الحركة فتقول يا هنه، كما تقول لمه وماليه وسلطانيه، ولك أن تشبع الحركة فتتولد الألف فتقوا يا هناة أقبل، وهذه اللفظة تختص بالنداء خاصة والهاء في آخره تصير تاء في الوصل، معناه يا فلان، كما يختص به قولهم يا فل ويا نومان، ولك أن تقول يا هناه أقبل، بهاء مضمومة، ويا هنانيه أقبلا ويا هنوناه أقبلوا، وحركة الهاء فيهن منكرة، ولكن هكذا روى الأخفش، وأنشد أبو زيد في نوادره لامرئ القيس:
وقد رابني قولها: يا هنا ه، ويحك ألحقت شرا بشر يعني كنا متهمين فحققت الأمر، وهذه الهاء عند أهل الكوفة للوقف، ألا ترى أنه شبهها بحرف الإعراب فضمها؟ وقال أهل البصرة: هي بدل من الواو في هنوك وهنوات، فلهذا جاز أن تضمها، قال ابن بري: ولكن حكى ابن السراج عن الأخفش أن الهاء في هناه هاه السكت، بدليل قولهم يا هنانيه، واستعبد قول من زعم أنها بدل من الواو لأنه يجب أن يقال يا هناهان في التثنية، والمشهور يا هنانيه، وتقول في الإضافة يا هني أقبل، ويا هني أقبلا، ويا هني أقبلوا، ويقال للمرأة يا هنة أقبلي، فإذا وقفت قلت يا هنه، وأنشد:
أريد هنات من هنين وتلتوي علي، وآبى من هنين هنات وقالوا: هنت، بالتاء ساكنة النون، فجعلوه بمنزلة بنت وأخت وهنتان وهنات، تصغيرها هنية وهنيهة، فهنية على القياس، وهنيهة على إبدال الهاء من الياء في هنية للقرب الذي بين الهاء وحروف اللين، والياء في هنية بدل من الواو في هنيوة، والجمع هنات على اللفظ، وهنوات على الأصل، قال ابن جني: أما هنت فيدل على أن التاء فيها بدل من الواو قولهم هنوات، قال:
أرى ابن نزار قد جفاني وملني على هنوات، شأنها متتابع وقال الجوهري في تصغيرها هنية، تردها إلى الأصل وتأتي بالهاء، كما تقول أخية وبنية، وقد تبدل من الياء الثانية هاء فيقال هنيهة.
وفي الحديث: أنه أقام هنية أي قليلا من الزمان، وهو تصغير هنة، ويقال هنيهة أيضا، ومنهم من يجعلها بدلا من التاء التي في هنت، قال: والجمع هنات، ومن رد قال هنوات، وأنشد ابن بري للكميت شاهدا لهنات:
وقالت لي النفس: اشعب الصدع، واهتبل لإحدى الهنات المعضلات اهتبالها وفي حديث ابن الأكوع: قال له ألا تسمعنا من هناتك أي من كلماتك أو من أراجيزك، وفي رواية: من هنياتك، على التصغير، وفي أخرى: من هنيهاتك، على قلب الياء هاء.
وفي فلان هنوات أي خصلات شر، ولا يقال ذلك في الخير. وفي الحديث:
ستكون هنات وهنات فمن رأيتموه يمشي إلى أمة محمد ليفرق جماعتهم فاقتلوه، أي شرور وفساد، وواحدتها هنت، وقد تجمع على هنوات، وقيل: واحدتها هنة تأنيث
(٣٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 371 ... » »»
الفهرست