لسان العرب - ابن منظور - ج ١٢ - الصفحة ٥٠٥
قام أهلها أو حان قيامهم. وفي حديث عمر: في العين القائمة ثلث الدية، هي الباقية في موضعها صحيحة وإنما ذهب نظرها وإبصارها. وفي حديث أبي الدرداء: رب قائم مشكور له ونائم مغفور له أي رب متجهد يستغفر لأخيه النائم فيشكر له فعله ويغفر للنائم بدعائه. وفلان أقوم كلاما من فلان أي أعدل كلاما.
والقوم: الجماعة من الرجال والنساء جميعا، وقيل: هو للرجال خاصة دون النساء، ويقوي ذلك قوله تعالى: لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن، أي رجال من رجال ولا نساء من نساء، فلو كانت النساء من القوم لم يقل ولا نساء من نساء، وكذلك قول زهير:
وما أدري، وسوف إخال أدري، أقوم آل حصن أم نساء؟
وقوم كل رجل: شيعته وعشيرته. وروي عن أبي العباس: النفر والقوم والرهط هؤلاء معناهم الجمع لا واحد لهم من لفظهم للرجال دون النساء. وفي الحديث: إن نساني الشيطان شيئا من هلاتي فليسبح القوم وليصفق النساء، قال ابن الأثير: القوم في الأصل مصدر قام ثم غلب على الرجال دون النساء، ولذلك قابلن به، وسموا بذلك لأنهم قوامون على النساء بالأمور التي ليس للنساء أن يقمن بها. الجوهري: القوم الرجال دون النساء لا واحد له من لفظه، قال: وربما دخل النساء فيه على سبيل التبع لأن قوم كل نبي رجال ونساء، والقوم يذكر ويؤنث، لأن أسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها إذا كانت للآدميين تذكر وتؤنث مثل رهط ونفر وقوم، قال تعالى: وكذب به قومك، فذكر، وقال تعالى: كذبت قوم نوح، فأنث، قال: فإن صغرت لم تدخل فيها الهاء وقلت قويم ورهيط ونفير، وإنما يلحق التأنيث فعله، ويدخل الهاء فيما يكون لغير الآدميين مثل الإبل والغنم لأن التأنيث لازم له، وأما جمع التكسير مثل جمال ومساجد، وإن ذكر وأنث، فإنما تريد الجمع إذا ذكرت، وتريد الجماعة إذا أنثت. ابن سيده: وقوله تعالى: كذبت قوم نوح المرسلين، إنما أنت على معنى كذبت جماعة قوم نوح، وقال المرسلين، وإن كانوا كذبوا نوحا وحده، لأن من كذب رسولا واحدا من رسل الله فقد كذب الجماعة وخالفها، لأن كل رسول يأمر بتصديق جميع الرسل، وجائز أن يكون كذبت جماعة الرسل، وحكى ثعلب: أن العرب تقول يا أيها القوم كفوا عنا وكف عنا، على اللفظ وعلى المعنى. وقال مرة: المخاطب واحد، والمعنى الجمع، والجمع أقوام وأقاوم وأقايم، كلاهما على الحذف، قال أبو صخر الهذلي أنشده يعقوب:
فإن يعذر القلب العشية في الصبا فؤادك، لا يعذرك فيه الأقاوم ويروى: الأقايم، وعنى بالقلب العقل، وأنشد ابن بري لخزز بن لوذان: من مبلغ عمرو بن لأ ي، حيث كان من الأقاوم وقوله تعالى: فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين، قال الزجاج: قيل عنى بالقوم هنا الأنبياء، عليهم السلام، الذين جرى ذكرهم، آمنوا بما أتى به النبي، صلى الله عليه وسلم، في وقت مبعثهم، وقيل: عنى به من آمن من أصحاب النبي، صلى الله عليه وسلم، وأتباعه، وقيل: يعنى به الملائكة فجعل القوم من الملائكة
(٥٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 500 501 502 503 504 505 506 507 508 509 510 ... » »»
الفهرست