لسان العرب - ابن منظور - ج ١٢ - الصفحة ٦٥١
ثالث لم يقل به، وهو أن يكون أصله على ما قيل في المذهب الثاني أخو اليوم اليوم ثم قلب فصار اليمو، ثم نقلت الضمة إلى الميم على حد قولك هذا بكر، فصار اليمو، فلما وقعت الواو طرفا بعد ضمة في الاسم أبدلوا من الضمة كسرة، ثم من الواو ياء فصارت اليمي كأحق وأدل، وقال غيره: هو فعل أي الشديد، وقيل: أراد اليوم اليوم كقوله:
إن مع اليوم أخاه غدوا فاليمي على القول الأول، نعت وعلى القول الثان اسم مرفوع بالابتداء وكلاهما مقلوب وربما عبروا عن الشدة باليوم يقال يوم ايوم كما يقال ليلة ليلاة قال أبو الأخزر الحماني.
نعم أخو الهيجاه في اليوم اليمي.
ليوم روع أو فعال مكرم هو مقلوب منه اخر الواو وقدم الميم ثم قلبت الراء واليوم الكون يقال: نعم الأخ فلان في اليوم إذا نزل بنا أي في الكائنة من الكون إذا حدثت وانشد:
نعم أخو الهيجاء في اليوم اليمي قال: أراد ان يشتق من الاسم نعتا فكان حده ان يقول في اليوم اليوم فقلبه كما قالوا القمي والأينق وتقول العرب لليوم الشديد يوم ذو أيام ويوم ذو أياييم لطول شره على أهله.
الأخفش في قوله تعالى: أسس على التقوى من أول يوم اي من أول الأيام كما تقول لقيت كل رجل تريد كل الرجال.
وباومت الرجل مياومة ويواما اي عاملته أو استأجرته اليوم الأخيرة عن اللحياني وعاملته مياومة كما تقل مشاهرة ولقيشه يوم يوم حكاه سيبويه وقال: من العرب من بينه ومنهم من يصفه الا في حد الحال أو الظرف.
ابن السكيت: العرب تقول الأيام في معنى الوقائع يقال: هو عالم بأيام العرب، يريد وقائعها وانشد.
وقائع في مضر تسعة وفي وائل كانت العاشرة فقال: تسعة وكان ينبغي ان يقول تسع ان الوقيعة أنثى ولكنه ذهب إلى الأيام وقال شمر:
جاءت الأيام بمعنى الوقائع والنعم وقال: انما خصوا الأيام دون ذكر الليالي في الوقائع لان حروبهم كانت نهارا وإذا كانت ليلا ذكروها كقوله:
ليلة العرقوب حتى غامرت جعفر يدعى ورهط ابن شكل واما قول عمرو بن كلثوم:
وأيام لنا غر طوال فإنه يريد أيام الوقائع التي نصروا فيها على أعدائهم، وقوله:
شر يوميها واغواء لها ركبت عنز بحدج جملا أراد شر أيام دهرها كأنه قال: شر يومى دهرها الشرين وهذا كما يقال ان في الشر خيارا وقد تقدم هذا البيت مع بقية الأبيات وقصة عنز
(٦٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 642 643 644 645 646 647 648 649 650 651 652 » »»
الفهرست