لسان العرب - ابن منظور - ج ١٢ - الصفحة ٦٥٠
التي انتقم فيها من نوح وعاد وثمود. وقال الفراء: معناه خوفهم بما نزل بعاد وثمود وغيرهم من العذاب وبالعفو عن آخرين، وهو في المعنى كقولك:
خذهم بالشدة واللين. وقال مجاهد في قوله: لا يرجون أيام الله، قال: نعمه، وروي عن أبي بن كعب عن النبي، صلى الله عليه وسلم، في قوله وذكرهم بأيام الله، قال: أيامه نعمه، وقال شمر في قولهم:
يوماه: يوم ندى، ويوم طعان ويوماه: يوم نعم ويوم بؤس، فاليوم ههنا بمعنى الدهر أي هو دهره كذلك. والأيام في أصل البناء أيوام، ولكن العرب إذا وجدوا في كلمة ياء وواوا في موضع. والأولى منهما ساكنة، أدغموا إحداهما في الأخرى وجعلوا الياء هي الغالبة، كانت قبل الواو أو بعدها، إلا في كلمات شواذ تروى مثل الفتوة والهوة. وقال ابن كيسان وسئل عن أيام: لم ذهبت الواو؟ فأجاب: أن كل ياء وواو سبق أحدهما الآخر بسكون فإن الواو تصير ياء في ذلك الموضع، وتدغم إحداهما في الأخرى، من ذلك أيام أصلها أيوام، ومثلها سيد وميت، الأصل سيود وميوت، فأكثر الكلام على هذا إلا حرفين صيوب وحيوة، ولو أعلوهما لقالوا صيب وحية، وأما الواو إذا سبقت فقولك لويته ليا وشويته شيا، والأصل شويا ولويا. وسئل أبو العباس أحمد بن يحيى عن قول العرب اليوم اليوم، فقال: يريدون اليوم اليوم، ثم خففوا الواو فقالوا اليوم اليوم، وقالوا: أنا اليوم أفعل كذا، لا يريدون يوما بعينه ولكنهم يريدون الوقت الحاضر، حكاه سيبويه، ومنه قوله عز وجل: اليوم أكملت لكم دينكم، وقيل: معنى اليوم أكملت لكم دينكم أي فرضت ما تحتاجون إليه في دينكم، وذلك حسن جائز، فأما أن يكون دين الله في وقت من الأوقات غير كامل فلا. وقالوا: اليوم يومك، يريدون التشنيع وتعظيم الأمر. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: السائبة والصدقة ليومهما أي ليوم القيامة، يعني يراد بهما ثواب ذلك اليوم. وفي حديث عبد الملك: قال للحجاج سر إلى العراق غرار النوم طويل اليوم، يقال ذلك لمن جد في عمله يومه، وقد يراد باليوم الوقت مطلقا، ومنه الحديث: تلك أيام الهرج أي وقته، ولا يختص بالنهار دون الليل. واليوم الأيوم: آخر يوم في الشهر. ويوم أيوم ويوم وووم، الأخيرة نادرة لأن القياس لا يوجب قلب الياء واوا، كله: طويل شديد هائل. ويوم ذو أياويم كذلك، وقوله:
مروان يا مروان لليوم اليمي ورواه ابن جني:
مروان مروان أخو اليوم اليمي وقال: أراد أخوا اليوم السهل اليوم الصعب، فقال: يوم أي وم ويوم كأشعث وشعث، فقلب فصار يمو، فانقلبت العين لانكسار ما قبلها طرفا، ووجه آخر أنه أراد أخو اليوم اليوم كما يقال عند الشدة والأمر العظيم اليوم اليوم، فقلب فصار اليمو ثم نقله من فعل إلى فعل كما أنشده أبو زيد من قوله:
علام قتل مسلم تعبدا، مذ خمسة وخمسون عددا يريد خمسون، فلما انكسر ما قبل الواو قلبت ياء فصار اليمي، قال ابن جني: ويجوز فيه عندي وجه
(٦٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 642 643 644 645 646 647 648 649 650 651 652 » »»
الفهرست