لسان العرب - ابن منظور - ج ١٢ - الصفحة ٦٣٦
والوسام: ما وسم به البعير من ضروب الصور. والميسم: المكواة أو الشئ الذي يوسم به الدواب، والجمع مواسم ومياسم، الأخيرة معاقبة، قال الجوهري: أصل الياء واو، فإن شئت قلت في جمعه مياسم على اللفظ، وإن شئت مواسم على الأصل. قال ابن بري: الميسم اسم للآلة التي يوسم بها، واسم لأثر الوسم أيضا كقول الشاعر:
ولو غير أخوالي أرادوا نقيصتي، جعلت لهم فوق العرانين ميسما فليس يريد جعلت لهم حديدة وإنما يريد جعلت أثر وسم. وفي الحديث:
وفي يده الميسم، هي الحديدة التي يكوى بها، وأصله موسم، فقلبت الواو ياء لكسرة الميم. الليث: الوسم أثر كية، تقول موسوم أي قد وسم بسمة يعرف بها، إما كية، وإما قطع في أذن قرمة تكون علامة له. وفي التنزيل العزيز: سنسمه على الخرطوم.
وإن فلانا لدوابه ميسم، وميسمها أثر الجمال والعتق، وإنها كوسيمة قسيمة. شمر: درع موسومة وهي المزينة بالشبة في أسفلها. وقوله في الحديث: على كل ميسم من الإنسان صدقة، قال ابن الأثير: هكذا جاء في رواية فإن كان محفوظا فالمراد به أن على كل عضو موسوم بصنع الله صدقة، قال: هكذا فسر. وفي الحديث: بئس، لعمر الله، عمل الشيخ المتوسم والشاب المتلوم، المتوسم: المتحلي بسمة الشيوخ، وفلان موسوم بالخير.
وقد توسمت فيه الخير أي تفرست.
والوسمي: مطر أول الربيع، وهو بعد الخريف لأنه يسم الأرض بالنبات فيصير فيها أثرا في أول السنة. وأرض موسومة: أصابها الوسمي، وهو مطر يكون بعد الخرفي في البرد، ثم يتبعه الولي في صميم الشتاء، ثم يتبعه الربعي. الأصمعي: أول ما يبدو المطر في إقبال الربيع ثم الصيف ثم الحميم. ابن الأعرابي: نجوم الوسمي أولها فروع الدلو المؤخر، ثم الحوت ثم الشرطان ثم البطين ثم النجم، وهو آخر الصرفة يسقط في آخر الشتاء. الجوهري: الوسمي مطر الربيع الأول لأنه يسم الأرض بالنبات، نسب إلى الوسم. وتوسم الرجل: طلب كلأ الوسمي، وأنشد:
وأصبحن كالدوم النواعم، غدوة، على وجهة من ظاعن متوسم ابن سيده: وقد وسمت الأرض، وقول أبي صخر الهذلي:
يتلون مرتجزا له نجم جون تحير برقه، يسمي أراد يسم الأرض بالنبات فقلب. وحكى ثعلب: أسمته بمعنى وسمته، فهمزته على هذا بدل من واو. وأبصر وسم قدحك أي لا تجاوزن قدرك. وصدقني وسم قدحه: كصدقني سن بكره. وموسم الحج والسوق: مجتمعهما، قال اللحياني: ذو مجاز موسم، وإنما سميت هذه كلها مواسم لاجتماع الناس والأسواق فيها (* قوله والأسواق فيها كذا بالأصل). ووسموا: شهدوا الموسم.
الليث: موسم الحج سمي موسما لأنه معلم يجتمع إليه، وكذلك كانت مواسم أسواق العرب في الجاهلية. قال ابن السكيت: كل مجمع من الناس كثير هو موسم. ومنه موسم منى. ويقال: وسمنا موسمنا أي شهدناه، وكذلك
(٦٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 631 632 633 634 635 636 637 638 639 640 641 ... » »»
الفهرست