لسان العرب - ابن منظور - ج ١٢ - الصفحة ٣٨٦
وطالما وطالما وطالما غلبت عادا، وغلبت الأعجما إنما أراد العجم فأفرده لمقابلته إياه بعاد، وعاد لفظ مفرد وإن كان معناه الجمع، وقد يريد الأعجمين، وإنما أراد أبو النجم بهذا الجمع أي غلبت الناس كلهم، وإن كان الأعجم ليسوا ممن عارض أبو النجم، لأن أبا النجم عربي والعجم غير عرب، ولم يجعل الألف في قوله وطالما الأخيرة تأسيسا لأنه أراد أصل ما كانت عليه طال وما جميعا إذا لم تجعلا كلمة واحدة، وهو قد جعلهما هنا كلمة واحدة، وكان القياس أن يجعلها ههنا تأسيسا لأن ما ههنا تصحب الفعل كثيرا.
والعجم: جمع العجي، وكذلك العرب جمع العربي، ونحو من هذا جمعهم اليهودي والمجوسي اليهود والمجوس. والعجم: جمع الأعجم الذي لا يفصح، ويجوز أن يكون العجم جمع العجم، فكأنه جمع الجمع، وكذلك العرب جمع العرب. يقال: هؤلاء العجم والعرب، قال ذو الرمة:
ولا يرى مثلها عجم ولا عرب فأراد بالعجم جمع العجم لأنه عطف عليه العرب. قال أبو إسحق:
الأعجم الذي لا يفصح ولا يبين كلامه وإن كان عربي النسب كزياد الأعجم، قال الشاعر:
منهل للعباد لا بد منه، منتهى كل أعجم وفصيح والأنثى عجماء، وكذلك الأعجمي، فأما العجمي فالذي من جنس العجم، أفصح أو لم يفصح، والجمع عجم كعربي وعرب وعركي وعرك ونبطي ونبط وخولي وخول وخزري وخزر.
ورجل أعجمي وأعجم إذا كان في لسانه عجمة، وإن أفصح بالعجمية، وكلام أعجم وأعجمي بين العجمة. وفي التنزيل: لسان الذي يلحدون إليه أعجمي، وجمعه بالواو والنون، تقول: أحمرى وأحمرون وأعجمي وأعجمون على حد أشعثي وأشعثين وأشعري وأشعرين، وعليه قوله عز وجل: ولو نزلناه على بعض الأعجمين، وأما العجم فهو جمع أعجم، والأعجم الذي يجمع على عجم ينطلق على ما يعقل وما لا يعقل، قال الشاعر:
يقول الخنا وأبغض العجم ناطقا، إلى ربنا، صوت الحمار اليجدع ويقال: رجلان أعجمان، وينسب إلى الأعجم الذي في لسانه عجمة فيقال: لسان أعجمي وكتاب أعجمي، ولا يقال رجل أعجمي فتنسبه إلى نفسه إلا أن يكون أعجم وأعجمي بمعنى مثل دوار ودواري وجمل قعسر وقعسري، هذا إذا ورد ورودا لا يمكن رده. وقال ثعلب: أفصح الأعجمي، قال أبو سهل:
أي تكلم بالعربية بعد أن كان أعجميا، فعلى هذا يقال رجل أعجمي، والذي أراده الجوهري بقوله: ولا يقال رجل أعجمي، إنما أراد به الأعجم الذي في لسانه حبسة وإن كان عربيا، وأما قول ابن ميادة، وقيل هو لملحة الجرمي:
كأن قرادي صدره طبعتهما، بطين من الجولان، كتاب أعجم فلم يرد به العجم وإنما أراد به كتاب رجل
(٣٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 381 382 383 384 385 386 387 388 389 390 391 ... » »»
الفهرست