لسان العرب - ابن منظور - ج ١٢ - الصفحة ٢٦٧
ووترا يريد قسمة الميراث للذكر مثل حظ الأنثيين. وأما الزعامة وهي السيادة أو السلاح فلا ينازع الورثة فيها الغلام، إذا هي مخصوصة به.
والزعم، بالتحريك: الطمع، زعم يزعم زعما وزعما: طمع، قال عنترة:
علقتها عرضا وأقتل قومها زعما، ورب البيت، ليس بمزعم (* في معلقة عنترة:
زعما، لعمر أبيك، ليس بمزعم).
أي ليس بمطمع، قال ابن السكيت: كان حبها عرضا من الأعراض اعترضني من غير أن أطلبه، فيقول: علقتها وأنا أقتل قومها فكيف أحبها وأنا أقتلهم؟ أم كيف أقتلهم وأنا أحبها؟ ثم رجع على نفسه مخاطبا لها فقال: هذا فعل ليس بفعل مثلي، وأزعمته أنا. ويقال: زعم فلان في غير مزعم أي طمع في غير مطمع، قال الشاعر:
له ربة قد أحرمت حل ظهره، فما فيه للفقرى ولا الحج مزعم وأمر مزعم أي مطمع. وأزعمه: أطمعه. وشواء زعم وزعم (* قوله وشواه زعم وزعم كذا هو بالأصل والمحكم بهذا الضبط وبالزاي فيهما، وفي شرح القاموس بالراء في الثانية وضبطها مثل الأولى ككتف): مرش كثير الدسم سريع السيلان على النار. وأزعمت الأرض: طلع أول نبتها، عن ابن الأعرابي:
وزاعم وزعيم: إسمان.
والمزعامة: الحية. والزعموم: العيي. والزعمي: الكاذب قوله والزعمي الكاذب إلخ كذا هو مضبوط في الأصل والتكملة بالفتح ويوافقهما إطلاق القاموس وإن ضبطه فيه شارحه بالضم). والزعمي: الصادق.
والزعم: الكذب، قال الكميت:
إذا الإكام اكتست مآليها، وكان زعم اللوامع الكذب يريد السراب، والعرب تقول: أكذب من يلمع. وقال شريح:
زعموا كنية الكذب. وقال شمر: الزعم والتزاعم أكثر ما يقال فيما يشك فيه ولا يحقق، وقد يكون الزعم بمعنى القول، وروي بيت الجعدي يصف نوحا، وقد تقدم، فهذا معناه التحقيق، قال الكسائي: إذا قالوا زعمة صادقة لآتينك، رفعوا، وحلفة صادقة لأقومن، قال: وينصبون يمينا صادقة لأفعلن. وفي الحديث: أنه ذكر أيوب، عليه السلام، قال:
كان إذا مر برجلين يتزاعمان فيذكران الله كفر عنهما أي يتداعيان شيئا فيختلفان فيه فيحلفان عليه كان يكفر عنهما لآجل حلفهما، وقال الزمخشري: معناه أنهما يتحادثان بالزعمات وهي ما لا يوثق به من الأحاديث، وقوله فيذكران الله أي على وجه الاستغفار. وفي الحديث: بئس مطية الرجل زعموا، معناه أن الرجل إذا أراد المسير إلى بلد والظعن في حاجة ركب مطيته وسار حتى يقضي إربه، فشبه ما يقدمه المتكلم أمام كلامه ويتوصل به إلى غرضه من قوله زعموا كذا وكذا بالمطية التي يتوصل بها إلى الحاجة، وإنما يقال زعموا في حديث لا سند له ولا ثبت فيه، وإنما يحكى عن الألسن على سبيل البلاغ، فذم من الحديث ما كان هذا سبيله. وفي حديث المغيرة: زعيم الأنفاس أي موكل بالأنفاس يصعدها لغلبة الحسد والكآبة عليه، أو أراد أنفاس الشرب كأنه يتجسس كلام الناس ويعيبهم بما يسقطهم، قال ابن الأثير: والزعيم هنا
(٢٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 ... » »»
الفهرست