لسان العرب - ابن منظور - ج ١٢ - الصفحة ١٨٣
الخضم للإنسان بمنزلة القضم من الدابة، خضم يخضم خضما، وقضم يقضم قضما. والخضام: ما خضم. وفي حديث أبي هريرة: أنه مر بمروان وهو يبني بنيانا له فقال: ابنوا شديدا، وأملوا بعيدا، واخضموا فسنقضم.
الجوهري: خضمت الشئ، بالكسر، أخضمه خضما، قال الأصمعي: هو الأكل بجميع الفم. وفي حديث علي، عليه السلام: فقام إليه بنو أمية يخصون مال الله خضم الإبل نبتة الربيع، الخضم: الأكل بأقصى الأضراس والقضم بأدناها، خضم يخضم خضما. وفي حديث أبي ذر:
تأكلون خضما ونأكل قضما. وفي حديث المغيرة: بئس، لعمر الله، زوج المرأة المسلمة خضمة حطمة أي شديد الخضم، وهو من أبنية المبالغة.
أبو حنيفة: الخضيمة النبت إذا كان رطبا أخضر، قال: وأحسبه سمي خضيمة لأن الراعية تخضمه كيف شاءت. والخضيمة من الأرض:
مثل الخضلة، وهي الناعمة المنبات.
ورجل مخضم: موسع عليه من الدنيا. وخضم له من ماله: أعطاه، عن ابن الأعرابي، ورد ذلك ثعلب وقال: إنما هو هضم.
والخضم، على وزن الهجف: السيد الحمول الجواد المعطاء الكثير المعروف والعطية، ولا توصف به المرأة، والجمع خضمون، ولا يكسر. والخضم: البحر لكثرة مائه وخيره، وبحر خضم، قال الشاعر: روافده أكرم الرافدات، بخ لك بخ لبحر خضم والخضم أيضا: الجمع الكثير، قال العجاج:
فاجتمع الخضم والخضم، فخطموا أمرهم وزموا خطموا أمرهم: أحكموه، وكذلك زموا، وأصلها من الخطام والزمام. والخضم: الفرس الضخم العظيم الوسط.
وخضمه يخضمه خضما: قطعه. والسيف يختضم العظم إذا قطعه، ومنه قوله:
إن القساسي، الذي يعصى به، يختضم الدارع في أثوابه واختضم الطريق إذا قطعه، وأنشد في صفة إبل ضمر:
ضوابع مثل قسي القضب، تختضم البيد بغير تعب (* قوله بغير تعب كذا هو مضبوط في التهذيب وكذا في التكملة بسكون العين وعليه علامة صح).
وسيف خضم: قاطع. والخضم: المسن لأنه إذا شحذ الحديد قطع، قال أبو وجزة:
حرى موقعة ماج البنان بها، على خضم، يسقى الماء، عجاج وفي الصحاح: الخضم في قول أبي وجزة المسن من الإبل، قال ابن بري: صوابه المسن الذي يسن عليه الحديد، قال: وكذلك حكاه أبو عبيد عن الأموي، وذكر البيت الذي ذكره لأبي وجزة، وقد أورده ابن سيده وغيره وفسره فقال: شبهها بسهم موقع قد ماجت الأصابع في سنه على حجر خضم يأكل الحديد، عجاج أي بصوته عجيج، والحرى:
المرماة العطشى.
(١٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 ... » »»
الفهرست