يعرج وما أشبهه إلا ستة أحرف (* قوله ستة أحرف بيض المؤلف للسادس ولعله عجم ففي المصباح وعجم بالضم فهو أعجم والمرأة عجماء. وقوله والأسمن كذا بالأصل ولعله محرف عن أيمن، ففي القاموس يمن ككرم فهو ميمون وأيمن.) فإنها جاءت على فعل:
الأخرق والأحمق والأرعن والأعجف والأسمن.... يقال:
خرق الرجل يخرق، فهو أخرق، يقال: خرق الرجل يخرق، فهو أخرق، وكذلك أخواته.
والخرق، بالتحريك: الدهش من الفزع أو الحياء. وقد أخرقته أي أدهشته. وقد خرق، بالكسر، خرقا، فهو خرق: دهش. وخرق الظبي: دهش فلصق بالأرض ولم يقدر على النهوض، وكذلك الطائر، إذا لم يقدر على الطيران جزعا، وقد أخرقه الفزع فخرق، قال شمر:
وأقرأني ابن الأعرابي لبعض الهذليين يصف طريقا:
وأبيض يهديني، وإن لم أناده، كفرق العروس طوله غير مخرق توائمه في جانبيه كأنها شؤون برأس، عظمها لم يفلق فقال: غير مخرق أي لا أخرق فيه ولا أحار وإن طال علي وبعد، وتوائمه: أراد بنيات الطريق. وفي حديث تزويج فاطمة، رضوان الله عليها: فلما أصبح دعاها فجاءت خرقة من الحياء أي خجلة مدهوشة، من الخرق التحير، وروي أنها أتته تعثر في مرطها من الخجل.
وفي حديث مكحول: فوقع فخرق، أراد أنه وقع ميتا. ابن الأعرابي:
الغزال إذا أدركه الكلب خرق فلزق بالأرض. وقال الليث: الخرق شبه البطر من الفزع كما يخرق الخشف إذا صيد. قال: وخرق الرجل إذا بقي متحيرا من هم أو شدة، قال: وخرق الرجل في البيت فلم يبرح فهو يخرق خرقا وأخرقه الخوف. والخرق مصدر الأخرق، وهو ضد الرفيق. وخرق يخرق خرقا فو أخرق إذا حمق، والاسم الخرق، بالضم، ورماد خرق: لازق بالأرض.
ورحم خريق إذا خرقها الولد فلا تلقح بعد ذلك. والمخاريق، واحدها مخراق: ما تلعب به الصبيان من الخرق المفتولة، قال عمرو بن كلثوم:
كأن سيوفنا منا ومنهم مخاريق بأيدي لاعبينا ابن سيده: والمخراق منديل أو نحوه يلوى فيضرب به أو يلف فيفزع به، وهو لعبة يلعب بها الصبيان، قال:
أجالدهم يوم الحديثة حاسرا، كأن يدي بالسيف مخراق لاعب وهو عربي صحيح. وفي حديث علي، عليه السلام، قال: البرق مخاريق الملائكة، وأنشد بيت عمرو بن كلثوم، وقال: هو جمع مخراق، وهو في الأصل عند العرب ثوب يلف ويضرب به الصبيان بعضهم بعضا، أراد أنها آلة تزجر بها الملائكة السحاب وتسوقه، ويفسره حديث ابن عباس: البرق سوط من نور تزجر به الملائكة السحاب. وفي الحديث: أن أيمن وفتية معه حلوا أزرهم وجعلوها مخاريق واجتلدوا بها فرآهم النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: لا من الله استحيوا ولا من رسوله استتروا، وأم أيمن تقول: استغفر لهم. والمخراق: السيف، ومنه قوله:
وأبيض كالمخراق بليت حده