وقولهم: جاءنا بأم الربيق على أريق تعني به الداهية، قال أبو عبيد: وأصله من الحيات، قال الأصمعي: تزعم العرب أنه من قول رجل رأى الغول على جمل أورق، قال ابن بري: حق أريق أن يذكر في فصل ورق لأنه تصغير أورق تصغير الترخيم كقولهم في أسود سويد، ومما يدل على أن أصل الأريق من الحيات، كما قال أبو عبيد، قول العجاج:
وقد رأى دوني من تهجمي أم الربيق والأريق الأزنم (* قوله تهجمي كذا بالأصل وشرح القاموس، ولعله: تجهمي بتقديم الجيم).
بدلالة قوله الأزنم وهو الذي له زنمة من الحيات. وأراق، بالضم:
موضع، قال ابن أحمر:
كأن على الجمال، أوان حفت، هجائن من نعاج أراق عينا * أزق: الأزق: الأزل وهو الضيق في الحرب، أزق يأزق: أزقا.
والمأزق: الموضع الضيق الذي يقتتلون فيه. قال اللحياني: وكذلك مأزق العيش، ومنه سمي موضع الحرب مأزقا، والجمع المآزق، مفعل من الأزق. الفراء: تأزق صدري وتأزل أي ضاق.
* أسق: المئساق: الطائر الذي يصفق بجناحيه إذا طار.
* إستبرق: قال الزجاج في قوله تعالى: عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق، قال: هو الديباج الصفيق الغليظ الحسن، قال: وهو اسم أعجمي أصله بالفارسية استقره ونقل من العجمية إلى العربية كما سمي الديباج وهو منقول من الفارسية، وقد تكرر ذكره في الحديث، وهو ما غلظ من الحرير والإبريسم، قال ابن الأثير: وقد ذكرها الجوهري في الباء من القاف في برق على أن الهمزة والتاء والسين من الزوائد، وذكرها أيضا في السين والراء، وذكرها الأزهري في خماسي القاف على أن همزتها وحدها زائدة، وقال:
إنها وأمثالها من الألفاظ حروف غريبة وقع فيها وفاق بين العجمية والعربية، وقال: هذا عندي هو الصواب.
* أشق: الأشق: دواء كالصمغ وهو الأشج، دخيل في العربية.
* أفق: الأفق والأفق مثل عسر وعسر: ما ظهر من نواحي الفلك وأطراف الأرض، وكذلك آفاق السماء نواحيها، وكذلك أفق البيت من بيوت الأعراب نواحيه ما دون سمكه، وجمعه آفاق، وقيل: مهاب الرياح الأربعة:
الجنوب والشمال والدبور والصبا. وقوله تعالى: سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم، قال ثعلب: معناه نري أهل مكة كيف يفتح على أهل الآفاق ومن قرب منهم أيضا. ورجل أفقي وأفقي: منسوب إلى الآفاق أو إلى الأفق، الأخيرة من شاذ النسب. وفي التهذيب: رجل أفقي، بفتح الهمزة والفاء، إذا كان من آفاق الأرض أي نواحيها، وبعضهم يقول أفقي، بضمهما، وهو القياس، قال الكميت:
الفاتقون الراتقو ن الآفقون على المعاشر ويقال: تأفق بنا إذا جاءنا من أفق، وقال أبو وجزة:
ألا طرقت سعدى فكيف تأفقت بنا، وهي ميسان الليالي كسولها؟