لسان العرب - ابن منظور - ج ١٠ - الصفحة ٤٢١
كأنه وهن لمن يدريكا إذا الكرى سناته يغشيكا، ريح خزامى ولي الركيكا، أقلع لما بلغ التدريكا واستدرك الشئ بالشئ: حاول إدراكه به، واستعمل هذا الأخفش في أجزاء العروض فقال: لأنه لم ينقص من الجزء شئ فيستدركه.
وأدرك الشئ: بلغ وقته وانتهى. وأدرك أيضا: فني. وقوله تعالى: بل ادارك علمهم في الآخرة، روي عن الحسن أنه قال: جهلوا علم الآخرة أي لا علم عندهم في أمر الآخرة. التهذيب: وقوله تعالى: قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون بل ادارك علمهم في الآخرة، قرأ شيبة ونافع بل ادراك وقرأ أبو عمرو بل أدرك، وهي في قراءة مجاهد وأبي جعفر المدني، وروي عن ابن عباس أنه قرأ: بلى آأدرك علمهم، يستفهم ولا يشدد، فأما من قرأ بل ادارك فإن الفراء قال: معناه لغة تدارك أي تتابع علمهم في الآخرة، يريد بعلم الآخرة تكون أو لا تكون، ولذلك قال: بل هم في شك منها بل هم منها عمون، قال: وهي في قراءة أبي تدارك، والعرب تجعل بل مكان أم وأم مكان بل إذا كان في أول الكلمة استفهام مثل قول الشاعر:
فوالله ما أدري، أسلمى تغولت، أم البوم، أم كل إلي حبيب معنى أم بل، وقال أبو معاذ النحوي: ومن قرأ بل أدرك ومن قرأ بل ادارك فمعناهما واحد، يقول: هم علماء في الآخرة كقول الله تعالى: أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا، ونحو ذلك. قال السدي في تفسيره، قال: اجتمع علمهم في الآخرة ومعناها عنده أي علموا في الآخرة أن الذي كانوا يوعدون به حق، وأنشد للأخطل:
وأدرك علمي في سواءة أنها تقيم على الأوتار والمشرب الكدر أي أحاط علمي بها أنها كذلك. قال الأزهري: والقول في تفسير أدرك وادارك ومعنى الآية ما قال السدي وذهب إليه أبو معاذ وأبو سعيد، والذي قاله الفراء في معنى تدارك أي تتابع علمهم في الآخرة أنها تكون أو لا تكون ليس بالبين، إنما المعنى أنه تتابع علمهم في الآخرة وتواطأ حين حقت القيامة وخسروا وبان لهم صدق ما وعدوا، حين لا ينفعهم ذلك العلم، ثم قال سبحانه: بل هم اليوم في شك من علم الآخرة بل هم منها عمون، أي جاهلون، والشك في أمر الآخرة كفر. وقال شمر في قوله تعالى: بل أدرك علمهم في الآخرة، هذه الكلمة فيها أشياء، وذلك أنا وجدنا الفعل اللازم والمتعدي فيها في أفعل وتفاعل وافتعل واحدا، وذلك أنك تقول أدرك الشئ وأدركته وتدارك القوم واداركوا وادركوا إذا أدرك بعضهم بعضا. ويقال: تداركته واداركته وأدركته، وأنشد:
تداركتما عبسا وذبيان بعدما تفانوا، ودقوا بينهم عطر منشم وقال ذو الرمة:
مج الندى المتدارك فهذا لازم، وقال الطرماح:
فلما ادركناهن أبدين للهوى وهذا متعد. وقال الله تعالى في اللازم: بل ادارك علمهم. قال شمر:
وسمعت عبد الصمد يحدث عن
(٤٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 416 417 418 419 420 421 422 423 424 425 426 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف القاف فصل الألف 3
2 فصل الباء 13
3 فصل التاء 31
4 فصل الثاء 33
5 فصل الجيم 34
6 فصل الحاء 37
7 فصل الخاء 72
8 فصل الدال المهملة 94
9 فصل الذال المعجمة 108
10 فصل الراء المهملة 112
11 فصل الزاي 137
12 فصل السين المهملة 151
13 فصل الشين المعجمة 171
14 فصل الصاد المهملة 193
15 فصل الضاد المعجمة 208
16 فصل الطاء المهملة 209
17 فصل العين المهملة 234
18 فصل الغين المعجمة 281
19 فصل الفاء 296
20 فصل القاف 321
21 فصل الكاف 326
22 فصل اللام 326
23 فصل الميم 335
24 فصل النون 350
25 فصل الهاء 364
26 فصل الواو 370
27 فصل الياء المثناة تحتها 386
28 حرف الكاف فصل الألف 388
29 فصل الباء الموحدة 395
30 فصل التاء المثناة فوقها 405
31 فصل الحاء المهملة 407
32 فصل الخاء المعجمة 419
33 فصل الدال المهملة 419
34 فصل الراء 431
35 فصل الزاي 435
36 فصل السين المهملة 438
37 فصل الشين المعجمة 446
38 فصل الصاد المعجمة 455
39 فصل الضاد المعجمة 459
40 فصل العين المهملة 463
41 فصل الغين المعجمة 472
42 فصل الفاء 472
43 فصل الكاف 481
44 فصل اللام 481
45 فصل الميم 485
46 فصل النون 497
47 فصل الهاء 502
48 فصل الواو 509
49 فصل الياء المثناة تحتها 515